هل تعترف واشنطن بدولة فلسطين؟
تشير العديد من المؤشرات إلى أن الإدارة الأمريكية تتجه لاتخاذ قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في ضوء محاولاتها فرض حل للتوتر الحالي.
وثمة العديد من الخيارات المطروحة أمام الإدارة الأمريكية بما فيها الاعتراف بالدولة دون تحديد حدود لها، أو أن تمتنع عن استخدام حق النقض الفيتو على طلب فلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في مجلس الأمن.
وسبق للإدارة الأمريكية أن أحبطت مساعي فلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن عام 2011، ما اضطرها للقبول بصفة دولة غير عضو عبر تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012.
ولكن الرغبة الفلسطينية بالحصول على العضوية الكاملة ما زالت كبيرة حال التأكد من أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تحبط هذا المسعى في مجلس الأمن.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول فلسطيني كبير: “الأمريكيون باتوا منذ الحرب على غزة يتحدثون بشكل أكبر عن الدولة الفلسطينية وأهمية قيامها وإنها الحل الوحيد للصراع وهذا جيد ونرحب به، ولكن نريد فعل أكثر من القول”.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لاعتبارات سياسية: “نرغب باعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية، ونعتقد أن هذا التطور سيجلب عشرات الاعترافات الإضافية خاصة في أوروبا لا سيما في ضوء حديث إسبانيا وبريطانيا علنا عن رغبتهما بالاعتراف بالدولة”.
وتابع “إذا ما تم الاعتراف بدولة فلسطين فهذا يعني أن هناك دولة اسمها فلسطين محتلة من قبل دولة أخرى اسمها إسرائيل، وينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل من أجل إنهاء احتلال دولة من قبل دولة أخرى، وبطبيعة الحال فإن هذا سيكون بمثابة تحول هائل في طبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن “الولايات المتحدة قد تعترف قريبًا بدولة فلسطينية، وما إذا كانت ذات حدود معينة وتفاصيل أخرى سيتم تحديدها لاحقا”.
وأضافت في تقرير نشرته أمس الخميس: “إحدى الطرق التي يمكن أن يحدث بها ذلك هي من خلال قرار للأمم المتحدة لن تقوم الولايات المتحدة، على الأقل، بعرقلته”.
من جهتها، قالت صحفية “معاريف” الإسرائيلية، الجمعة: “تستعد الولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل”.
وأضافت: “تعرب مصادر سياسية في إسرائيل عن قلقها إزاء النشاط المكثف للإدارة الأمريكية للترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل حكومة موحدة تقوم على ما يعرف سلطة فلسطينية متجددة”.
وتابعت “وفقا لمسؤولين أمريكيين، تدرس وزارة الخارجية الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق باليوم التالي لحكم حماس لقطاع غزة”.
الصحيفة ذكرت أيضا، “يعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم إزاء ما يصفونه بافتتان إدارة بايدن بفكرة إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها من جانب واحد كوسيلة للضغط على إسرائيل”.
وقالت “وفقا للمصادر، اكتسبت القضية مؤخرا حجما على جدول الأعمال السياسي للشرق الأوسط الذي يروج له الأمريكيون والأوروبيون”.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة: “لم يعد الأمر يتعلق بإطلاق بالونات تجريبية أو فكرة نظرية. فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية تكتسب زخما ويتم الترويج لها عمليا”.
وأضاف “ليس من أجل لا شيء، في الآونة الأخيرة، أعلن سلسلة من القادة الغربيين دعمهم لإقامة دولة فلسطينية، وهذا يشمل القادة الذين كانوا يعتبرون يمينيين والأكثر تأييدا لإسرائيل، مثل رئيس الوزراء الإيطالي، جيورجيا ميلوني”.
وتابع قائلا “إن فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد نوقشت على مستويات مختلفة وفي منتديات مختلفة، بما في ذلك كبار المسؤولين”.