تركيا

واشنطن وأنقرة…أول صدام في عهد بايدن


جاء تشكيك واشنطن بالرواية التركية حول إعدام 13 من رعاياها شمالي العراق بمثابة أول تصعيد بين البلدين في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن جنوده عثروا على 13 جثة لأتراك في كهف تمت السيطرة عليه في منطقة قارا بشمال العراق، حيث تشن أنقرة منذ الأربعاء عملية ضد حزب العمال الكردستاني.

ووجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين، اتهامات لواشنطن “بدعم الإرهاب”.

كما استدعت الخارجية التركية السفير الأمريكي لدى أنقرة للاحتجاج رسميا على بيان لنظيرتها الأمريكية تضمن عبارات تشكك في رواية أنقرة حول مزاعم إعدام حزب العمال الكردستاني 13 من الرعايا الأتراك شمال العراق.

وأبلغ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في أول اتصال هاتفي بينهما منذ بدء إدارة بايدن عملها، بعدم ارتياح بلاده تجاه البيانات الأمريكية الأخيرة، وفق صحيفة “أحوال” تركية.

ويأتي التصعيد في ذروة خلافات كامنة بين الطرفين، وتوقيت ليس في مصلحة تركيا التي تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية وتتخوف أصلا من عقوبات أمريكية وأوروبية بسبب ممارسات يعتبرها الغرب سلوكا عدوانيا وانتهاكا للمواثيق والقوانين الدولية.

وزعمت تركيا أن حزب العمال الكردستاني أعدم 13 من رعاياها بالعراق، فيما حمل بيان الخارجية الأمريكية إدانة ولكنها جاءت مصاحبة بعبارة “إن كانت أنباء مقتل المواطنين الأتراك على يد منظمة بي كا كا صحيحة” في تشكيك بالرواية التركية.

الأنباء نفاها حزب العمال الكردستاني وأكد أنها رواية مغلوطة وأن من تم استهدافهم عناصر من الاستخبارات وقتلوا في غارات شنتها أنقرة.

وتثير الرواية التركية شكوكا في صحتها لجهة ادعائها أن من قتلوا إعداما بالرصاص مدنيون اختطفهم حزب العمال الكردستاني، وسط تساؤلات هل تم اختطافهم من تركيا ونقلهم إلى شمال العراق وهذا الأمر في حدّ ذاته لا يمكن تصديقه بسبب الصعوبات اللوجستية لأي عملية خطف ونقل خارج الأراضي التركية.

كما أن التسليم بفرضية صحة هذه الرواية في المقابل يعني ضعفا واختراقا لأجهزة الأمن التركية.

وتنفذ تركيا باستمرار غارات جوية على قواعد خلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية شمال العراق، وتثير تلك العمليات التوتر مع الحكومة العراقية.

ويبدو أن إدارة بايدن عازمة على اتخاذ مواقف أكثر صرامة من أردوغان حيث تجلى ذلك في مقابلة في يناير/كانون الثاني 2019، وصف خلالها بايدن نظيره التركي بـ”المستبد”، وانتقد أفعاله تجاه الأكراد، قائلا إنه يتعين على أنقرة “دفع الثمن”.

كما أشار إلى ضرورة دعم واشنطن لقادة المعارضة التركية “ليكونوا قادرين على مواجهة أردوغان وهزيمته. ليس من خلال انقلاب، ولكن عبر عملية انتخابية”.

وتعهد بايدن بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهي قضية مثيرة للجدل بشكل كبير بالنسبة لأنقرة، كما أن رؤساء الولايات المتحدة تجنبوا الاعتراف بها على مدار قرن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى