أطفال ليبيا.. ضحايا الإرهاب والفقر
يقاسي الأطفال في ليبيا من آثار مروعة للنزاعات التي طال أمدها في البلاد. خاصة من العنف المجتمعي والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب. بالإضافة إلى النزاعات السياسية والعسكرية والاضطرابات الاجتماعية.
وفي ضوء تدهور الاقتصاد في البلاد فضلا عن ويلات الحروب والصراعات المستمرة، فقد خلقت شريحة واسعة من الأيتام يعشيون تحت خط الفقر عقب فقد عائلاتهم، وتزامنا مع ارتفاع نسب البطالة والفقر في البلاد.
الحروب والصراعات في ليبيا
تزامنا مع إحياء اليوم العالمي ليتامى الحروب، فقد يأتي أيتام ليبيا في مقدمة الدول التي يعاني أطفالها من أزماتها ودخولها في صراع الحروب، وهي ما تضاف إلى مآسي ليبيا.
كما أشارت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا إلى مواجهة الأطفال الحروب والصراعات في البلاد. والتي أسفرت عن خلق شريحة واسعة من ضحايا الأطفال في البلاد الذين يعيشون في فقر مدقع، إثر الأوضاع الاقتصادية المهمشة في البلاد.
وتشير اللجنة إلى أعداد رسمية حول أعداد الأيتام، حول تسجيل ما يقارب من 120 ألف يتيم، ويرجع ذلك إلى الحروب والإرهاب والكوارث في البلاد، ومن ثم ترتفع حصيلة الأيتام في البلاد.
ورغم وجود 10 دور أيتام في البلاد لرعاية الأيتام فإن غياب الأرقام الدقيقة دليل على عدم وجود اهتمام بالأيتام في البلاد، كما أن الموجودين في دور الأيتام لا يتجاوزون 300 يتيم.
وأوضحت اللجنة أن الأطفال النازحين من الأيتام هم الأكثر تعرضا للتهميش والمتاجرة بمعاناتهم وفقدان أجمل سنوات عمرهم داخل المخيمات ومناطق النزوح من دون جدوى.
آثار مروعة للنزاعات
خلال الفترة الماضية، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن الأطفال في عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك ليبيا. يعانون من آثار مروعة للنزاعات التي طال أمدها، والعنف المجتمعي، والذخائر المتفجرة، ومخلفات الحرب. بالإضافة إلى النزاعات السياسية والعسكرية.
وأشارت المنظمة الأممية في تقريرها الأخير إلى أن العنف في طرابلس أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في عام 2022.
وفي مطلع نوفمبر العام الماضي، توفي أحد الأطفال متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار لغم أرضي في منطقة عين زارة جنوب طرابلس.
وأشار التقرير إلى أنه بعد ثلاث سنوات من الهجمات في ليبيا، لا تزال الألغام الأرضية الموجودة من قبل المرتزقة أثناء فرارهم من الأحياء الجنوبية في طرابلس تشكل تهديدًا لسكان هذه المناطق.
كما أكد تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” في أبريل الماضي مقتل ما لا يقل عن 130 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي خلفها قتال عنيف في عام 2020.
عشرات الآلاف من الأطفال معرضون للخطر
يواصل الأطفال في ليبيا، بمن فيهم الأطفال اللاجئون والمهاجرون، المعاناة الشديدة وسط العنف والفوضى التي أطلقتها الحرب الطويلة في البلاد.
فمنذ أبريل من العام الماضي، عندما اندلعت الأعمال العدائية في طرابلس وغرب ليبيا، ازداد تدهور أوضاع آلاف الأطفال والمدنيين. حيث تسببت الهجمات العشوائية في المناطق الآهلة بالسكان في مقتل المئات.
كما رصد العديد من التقارير في حينها، تعرض الأطفال للتشويه أو القتل. بالإضافة إلى الإجبار على تجنيد الأطفال في القتال، حيث أُجبر أكثر من 150 ألف شخص، 90 ألفا منهم من الأطفال، على الفرار من منازلهم وأصبحوا الآن نازحين داخليًا.
وفي غصون ذلك، فقد تعرضت البنية التحتية التي يعتمد عليها الأطفال في رفاهيتهم وبقائهم للهجوم، هي محارق الموت، كما تضرر ما يقرب من 30 منشأة صحية في القتال. ما أجبر 13 على إغلاقها، وأدت الهجمات على المدارس والتهديد بالعنف إلى الإغلاق وترك ما يقرب من 200000 طفل خارج الفصول الدراسية.
وتعرضت أنظمة المياه للهجوم وانهيار نظام إدارة النفايات تقريبًا؛ ما زاد بشكل كبير من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الكوليرا.
الأطفال اللاجئون والمهاجرون
إن 60.000 من الأطفال اللاجئين والمهاجرين الموجودين في المناطق الحضرية معرضون للخطر بشكل رهيب، لاسيما الـ15000 غير المصحوبين بذويهم والذين يحتجزون في مراكز الاحتجاز، حيث إن هؤلاء الأطفال لديهم بالفعل وصول محدود إلى الحماية والخدمات الأساسية، لذا فإن الصراع المتصاعد لم يؤدِّ إلا إلى تضخيم المخاطر التي يواجهونها.