سياسة

إخوان تونس.. مظاهرات مرتقبة للإخوان في ورقة أخيرة


انتشر الأمن بالعاصمة التونسية وهذا يستبق مظاهرات مرتقبة للإخوان في ورقة أخيرة يحاول عبرها التنظيم اللعب على وتر التعبئة.

تحركات مرتقبة يؤكد متابعون للشأن التونسي أنها تحمل في طياتها مخططات لتحويلها إلى أعمال عنف، بهدف خلق فوضى تعبد الطريق للتفجيرات والهجمات الإرهابية.

وسط مخاوف من تحويل ذكرى الثورة بهذا البلد إلى حمام دم ينزل فيه الإخوان برصيدهم في الفوضى من منطلق يقينهم بخسارتهم الدعم الشعبي والسلطة في آن.

انسحب البساط من تحت أقدام التنظيم لكن ما يفاقم المخاوف هو أن الفكر المتطرف المزروع في نفوس قواعده وأنصاره وأعضائه يجعل من فكرة التنازل والقبول بلعبة الديمقراطية كما يريدها الشعب، أمرا غير مقبول، ولذلك فهم عادة ما يلجأون إلى العنف للتغطية على هزائمهم من جهة، وضرب المسار الراهن بالإيحاء بأن استبعادهم من السلطة يقود آليا إلى الفوضى.

تدابير وتحدٍ وشبح العنف

تخوفات جدية من انتهاج إخوان تونس العنف خلال المظاهرات التي ينوون تنظيمها اليوم، خصوصا عقب تعليق الصلاة في المساجد إجراء يزعم الإخوان أن خلفيته “سياسية” لأنه يستهدف قطع الطريق على تحركاتهم، مع أن الوضع الصحي في البلاد يشي بخطورة كفيلة لأن يعلق أي حزب تظاهراته حفاظا على السلامة العامة.

لكن التنظيم الذي يناور بآخر أوراقه لا يسعه تناول الأمور من غير زاوية المكاسب السياسية، ولذلك يتمسك بحشد أنصاره طمعا في تحقيق نقاط قد تعيده إلى الواجهة أو قد تبعثر إحداثيات الوضع يما يمكن أن يمنحه موطئ قدم جديد.

وفي وقت سابق الجمعة، ضبطت قوات الأمن التونسية في مدخل العاصمة، سيارة محملة بالعصي، كما صادرت مبلغا ماليا كبيرا، وجرى توقيف السائق ومرافقه الذين كانا في طريقهما نحو مكان الاحتجاجات.

انتشار أمني مكثف

يعتزم الإخوان وأنصارهم تنفيذ مظاهرات واحتجاجات في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة، وذلك في ذكرى سقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي في 2011، وسط حضور أمني كثيف للتصدي لأي أعمال عنف وإجرام محتملة.

وأكد مصدر أمني لـ”العين الإخبارية” أن العاصمة التونسية تشهد انتشار ا أمنيا مكثفا تحسبا لعمليات إرهابية، حيث تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة لمنع وصول المحتجين.

وأكد ذات المصدر أن التشديد الأمني هو بمثابة إجراءات احتياطية خشية وقوع أعمال عنف وإرهاب، خصوصا عقب حادثة ضبط السيارة المحملة بالعصي.

سجل أسود

ويشكل العنف والإرهاب جزءا رئيسيا من عقيدة التنظيم لتحقيق أهدافه، وبالعودة إلى تاريخ الإخوان يتضح أنهم لا يخرجون من أي دولة دون المرور بمربع العنف خاصة بعد تنحيتهم وإزاحتهم من المشهد السياسي.

وفي أغسطس/ آب الماضي، هدد زعيم الإخوان راشد الغنوشي بأنه يتوقع اندلاع أعمال عنف في البلاد، في إشارة لا تخطئها عين، حيث قال صراحة: “إذا استمر الانقلاب وقوات الأمن بدأت في ممارسات ديكتاتورية، فسنبذل كل قوانا لتلافي ذلك”.

وأردف: “لا نستطيع ضمان ألا يحدث ذلك”، في تهديدات يرى مراقبون أنها تعكس تخبط التنظيم وعزلته.

طرح يدعمه الإعلامي والمحلل السياسي باسل ترجمان، إنه على امتداد تاريخهم وكلما ضاقت عليهم السبل أصبح العنف وسيلتهم لتغيير المعادلة.

ويرى ترجمان أن “ذلك لا يمكن أن يحصل في تونس نظرا للامبالاة الشارع التونسي بكل ما يقومون به والأهم أن قواعد الإخوان التي كانت ملتزمة معهم في كثير من الأوقات ابتعدت عنهم ولم يعد لها حضور ما جعلهم يستنجدون بحزب التحرير المتطرف”.

وأكد أن استنجاد الإخوان بهذا الحزب وبغيره من الأحزاب والحركات الأخرى لن يتواصل، لأن العداء ضد الرئيس التونسي قيس سعيد هو الذي جمعهم ولم تجمعهم الأفكار والدليل أنهم كانوا على خصام في السابق.

وتوقع أن يتم “إنهاء وجودهم بالمرحلة المقبلة بعد تحقيق غاياتهم أو انتهاء مصالحهم معهم”.

عزلة دولية

وأكد باسل ترجمان الباحث المتخصص في الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، أنه منذ تاريخ 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لم يعد هناك أي وجود أو تأثير لحركة النهضة الإخوانية وحلفائها على الرأي العام التونسي.

وباليوم المذكور، أعلن الرئيس قيس سعيّد عن خارطة طريق بتنظيم استفتاء وطني حول إصلاحات دستورية في 25 يوليو/ تموز المقبل، بالإضافة إلى إجراء انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022.

كما كشف عن تنظيم مشاورات “شعبية” عبر الإنترنت بداية من يناير/كانون الثاني الجاري بشأن الإصلاحات التي يجب إدخالها على النظام السياسي القائم بالبلاد.

ووفق ترجمان، فإن هناك تجاهلا دوليا كاملا للإخوان ولا مبالاة بكل ما يتحدثون به أو يقولونه، مشيرا إلى أن عزلة دولية فرضت عليهم وهذا ما يعطي مؤشرات كبرى بإمكانية توجههم للعنف.

وأكد الخبير خبرا متداولا حول توقيف عنصر تكفيري بصدد توزيع مناشير بمنطقة الملاسين في العاصمة تدعو لبث الفوضى والتخريب اليوم الجمعة.

وبخصوص وضع القياديين الإخوانيين هشام كنو وبلحسن النقاش قيد الإقامة الجبرية، قال باسل ترجمان إن هذه الأسماء تعمل في الخفاء، موضحا أن هذين الاسمين كان لهما دور سابق في ممارسة العنف في الهجوم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 4 ديسمبر/ كانون أول 2012.

وأضاف أن المذكورين معروفان بالعنف ودعوتهما للنزول للشارع اليوم مشبوهة وتؤكد دعوتها للعمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى