استقالة صهر اردوغان من منصب وزير المالية
أعلن صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بيرات البيرق، مساء الأحد، مغادرته منصبه كوزير للمالية، فيما حذر حزب معارض في تعليقه على الاستقالة، من أن ”صراع الأسرة الحاكمة يدمر الاقتصاد“.
وقد قال بيرات البيرق في بيان نشره عبر حسابه في موقع إنستغرام: ”بعد تولي حقائب وزارية على مدى 5 أعوام تقريبا، قررت التوقف عن ممارسة مهامي (كوزير للمالية)“.
ونسب البيرق استقالته لـ“أسباب صحية“، مضيفا أنه ”سيقضي وقته مع أمه ووالده وزوجته وأطفاله، الذين أهملهم سنوات عديدة بدافع الضرورة“.
ومن جانبها، تحمل الأحزاب التركية المعارضة، البيرق، مسؤولية ما يحدث من تراجع اقتصادي في البلاد.
وقال فائق أوزتراك المتحدث باسم الحزب الجمهوري المعارض، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا: ”البلد في حالة ركود اقتصادي كبير، وليس من الواضح ما إذا كان البيرق قد استقال فعلا“.
وأضاف أوزتراك تعليقا على الاستقالة أن ”صراع الأسرة الحاكمة يدمر الاقتصاد، وشعبنا ليس مرغما على أن يظل تحت حكم الرجل الواحد“.
وقال البيرق مؤخرا ردا على الانتقادات المتكررة الموجه لسياساته وتراجع الاقتصاد، إنه ”لا توجد أي مشكلة اقتصادية، والحديث المستمر عن وجود أزمة، أمر نفسي“.
ورد عضو المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية بولنت أرينتش، على تصريح البيرق، قائلا في تصريح صحفي أمس السبت: ”هناك بالتأكيد مشاكل في الاقتصاد.. ما هو الشيء النفسي؟! نرى جميعا الصعوبات المالية في البلاد، من المهم عدم إنكار المشكلة، بل حلها“.
كما التزمت الحكومة التركية الصمت بشأن إعلان الاستقالة التي جاءت في ظل أزمة اقتصادية حادة تشهدها تركيا، وهبوط عملتها أمام العملات الأجنبية.
وأكد متحدث في الوزارة صحة إعلان البيرق على إنستغرام، طالبا عدم ذكر اسمه تماشيا مع سياسة الحكومة، بحسب ”بلومبيرغ“.
وقالت ”بلومبيرغ“ إن ”طريقة الاستقالة تسببت بحد ذاتها في حدوث اضطراب، وفاجأت حتى بعض مساعدي البيرق، الذين قالوا إن هاتف الوزير كان مغلقاً عندما حاولوا الاتصال به. كما يبدو أن البيرق حذف حسابه على تويتر يوم الأحد، وجرى بث رسائل من حساب مزيف ينفي الاستقالة على نطاق واسع“.
وتتسبب استقالة البيرق بمزيد من الارتباك للفريق الاقتصادي الحكومي في تركيا، بعد إقالة رئيس البنك المركزي يوم السبت عقب انهيار الليرة.
وجاءت استقالة البيرق بعد يوم واحد من إقالة أردوغان، لمراد أويسال محافظ البنك المركزي، من منصبه، وعين مكانه وزير المالية السابق ناجي إقبال، بعد هبوط قيمة الليرة التركية لمستوى قياسي.
واشتهر إقبال بمعارضته لسياسات البيرق خلال العامين الماضيين، وهي الفترة التي فقدت فيها الليرة ما يقرب من نصف قيمتها مقابل الدولار.
وفقدت العملة التركية نحو 30% مقابل الدولار في عام 2020، وهو انخفاض تسارع منذ أن توقف البنك المركزي عن الزيادة الصريحة في تكلفة الاقتراض في اجتماعه بأكتوبر.
وبيرات البيرق هو سياسي ورجل أعمال، ورئيس سابق لشركة تشاليك القابضة، عُين وزيرا للطاقة والموارد الطبيعية في الفترة من نوفمبر 2015 حتى يوليو 2018، ثم عُين وزيرا للمالية. وهو متزوج من إسراء ابنة أردوغان منذ عام 2004.
وخلال فترة العامين التي قضاها البيرق كوزير للمالية، كان التضخم عادة يتأرجح في خانة العشرات، مقارنة بالهدف الرسمي للحكومة البالغ 5%.
وحاول مقرضو الدولة في تركيا دون جدوى دعم الليرة بتدخلات غير معلن عنها في أسواق الصرف الأجنبي، حيث يُقدر أنهم باعوا عشرات المليارات من الدولارات.