الإرهاب شماعة النظام التركي

الإرهاب؛ شماعة تمنح النظام التركي الغطاء اللازم لمطاردة منتقديه والزج بهم في السجون بلا محاكمات.

واليوم السبت، أصدرت السلطات التركية قرارا باعتقال 26 شخصا على خلفية اتهامهم بالانتماء لحزب العمال الكردستاني، المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.

وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “حرييت” المحلية، وتابعته “العين الإخبارية”، صدر القرار عن النيابة العامة بإسطنبول، وشمل المدينة المذكورة وديار بكر (جنوب شرق).

وبحسب المصدر نفسه، أسفرت العملية التي شاركت فيها قوات من العمليات الخاصة، فجرًا، عن اعتقال 21 من أصل 26، فيما تواصل قوات الأمن عملها للقبض على الباقين.

وتم اقتياد المعتقلين إلى مديرية الأمن لاتخاذ الإجراءات القانوينة بحقهم ثم عرضهم على النيابة العامة للتحقيق معهم.

أنقرة والأكراد

تصنف أنقرة حزب العمال منظمة إرهابية، في ذريعة تستخدمها لرفض أي مفاوضات معه، وشرعنة ملاحقاتها لأعضائه.

غير أن حزب العمال استأنف حملته المسلحة عام 2004 والتي استمرت حتى عام 2009 عندما بدأت مفاوضات سلام سرية أعلن الحزب بعدها عن وقف لإطلاق النار.

في الأثناء، تعرض المئات من الناشطين الأكراد لمحاكمات سياسية تحت ذريعة قوانين مكافحة الإرهاب، في انتهاكات لا تزال مستمرة، فيما تعرض الكثير منهم للسجن.

ومعظم من سُجنوا ينتمون لـ”اتحاد المجتمعات التركية”؛ وهو تجمع يضم مجموعات سياسية ومسلحة ضمن الحركة الكردية، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني.

ورغم الانتقادات التي تواجهها محاكمات النظام التركي للأكراد، سواء من قبل مجلس أوروبا أو منظمات حقوق الإنسان، فإن أنقرة تواصل حربها متحدية المواثيق الحقوقية.

ويؤكد مراقبون وجود غموض يشوب تعريف الإرهاب في قوانين مكافحة الإرهاب بتركيا، والذي يستخدم لإلقاء القبض والبقاء لفترة طويلة دون محاكمة تتراوح من 6 أشهر إلى عدة سنوات، والافتقار إلى أدلة حقيقية للقبض على الأشخاص.