الخليج العربي

الإمارات تنتصر للأقصى..

عشرات الآلاف يؤدون الصلاة في رمضان


عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى، تتويجا لجهود الإمارات المتواصلة لدعم قضية فلسطين وحماية ثالث الحرمين وفتحه أمام المصلين عبر بوابة السلام.

وأدى نحو 90 ألف مصل، صلاتي العشاء والتراويح، مساء الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد ساعات من أداء نحو 80 ألفا أول صلاة جمعة في رمضان بالحرم القدسي.

وتمكنت هذه الأعداد من أداء الصلاة في المسجد الأقصى خلال الشهر الكريم، رغم استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ بات على تل أبيب الالتزام ببنود اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل الذي يقضي بفتح أبواب الأقصى أمام المصلين من فلسطين ومن مختلف أنحاء العالم.

ولم يغلق اتفاق السلام مع إسرائيل الطريق أمام الإمارات، لاتخاذ مواقف قوية مساندة لفلسطين والأقصى، متى استدعت الظروف، بل وفر لها إطارا يعزز مطالبها في هذا الصدد من باب علاقات السلام مع إسرائيل.

فأصدرت الإمارات عدة بيانات إدانة سابقة لاقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى، كان صداها عالميا، كونها صادرة من دولة داعمة للسلام.

أيضا وظفت الإمارات علاقات السلام في تقديم دعم متواصل لأهل فلسطين بشكل عام، وأهل غزة بشكل خاص، لتكون إحدى أبرز الدول الداعمة لأهل غزة عبر نحو 14 مبادرة إنسانية، كان أحدثها مبادرة الممر البحري من قبرص لغزة.

وأعلنت الخارجية الإماراتية، أمس الجمعة، وصول أول سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة تحمل على متنها 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية، بالتعاون بين دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) وقبرص، عبر الممر البحري بين قبرص وغزة انطلاقاً من ميناء لارنكا.

170 ألفا بالأقصي

وأدى 90 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح، مساء الجمعة، في المسجد الأقصى.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 90 ألف مصل أدوا الصلاة داخل المسجد الأقصى وفي قبة الصخرة وباحات المسجد.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن هذا العدد هو الأكبر الذي يستقبله المسجد الأقصى المبارك منذ عدة أشهر، إذ أدى صلاة الجمعة الأولى من رمضان ظهر اليوم نفسه 80 ألف مصل.

جانب من الصلاة في المسجد الأقصى

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان سابق، إن إسرائيل ستسمح للمصلين بدخول المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بعدد مماثل لما كان عليه الحال في السنوات السابقة، دون أن يعطي عددا محددا.

وأضاف “سيجرى تقييم أمني كل أسبوع للأمن والسلامة. وسوف يُتخذ القرار بناء على ذلك”.

قرار وضع في الحسبان، على ما يبدو، اتفاق السلام الموقع مع الإمارات الذي قضى بحماية حرية الصلاة في المسجد الأقصى للمسلمين من كافة أصقاع الأرض.

وبحسب خطة السلام، التي تضمنها بيان إماراتي إسرائيلي أمريكي مشترك صدر في أغسطس/آب 2020 قبيل توقيع اتفاق السلام منتصف سبتمبر/أيلول من العام نفسه “يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان”.

وحرصت الإمارات على تطبيق هذا الأمر على وجه خاص، وكانت بالمرصاد دائما لأي محاولات للحد من هذا الحق، أو اقتحام المسجد الأقصى عبر بيانات إدانة متكررة من خارجيتها ومواقف قوية في مجلس الأمن الدولي التي حظيت بعضويته على مدار عامي 2022 و2023 .

مواقف وبيانات تضمنت رسائل تبرز دعم دولة الإمارات الدائم للقضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى.

التزام أكدت عليه دولة الإمارات مرارا وتكرارا، قولا وفعلا، قبل وبعد وخلال توقيع اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020.

يأتي ذلك استمرارا لسياسة دولة الإمارات، منذ تأسيسها، في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام.

ولا يخلو أي خطاب سياسي لدولة الإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدولة الإمارات والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، والتأكيد على الالتزام الثابت بدعمها.

دعم غزة

أيضا وظفت الإمارات علاقات السلام في تقديم دعم متواصل لأهل فلسطين بشكل عام، وأهل غزة بشكل خاص، حيث تعد أكبر الدول الداعمة إنسانيا لأهل القطاع.

ولم تألُ الإمارات جهداً في دعم أهل غزة، فأطلقت نحو 14 مبادرة لدعم القطاع أبرزها “تراحم من أجل غزة”، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم مبادرة “الفارس الشهم 3” يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن رحم تلك المبادرة تولدت نحو 9 مبادرات، إذ سيرت جسراً جوياً، لا يزال مستمراً، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانياً داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.

ومن أحدث تلك المبادرات إسهام الإمارات في تدشين ممر بحري إنساني من قبرص لغزة.

وأعلنت دولة الإمارات، الجمعة، وصول أول سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة تحمل على متنها 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية.

وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، إلى الجهود التي قامت بها دولة الإمارات لحشد الدعم لمبادرة الممر البحري “أمالثيا” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة وإنجاحها، وثمّنت الدور الحيوي الذي تقوم به قيادة جمهورية قبرص، ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن)، والشركاء الدوليون لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال غزة.

وأوضحت الوزارة، أن الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في القطاع يتطلب تبني مثل هذا النهج التعاوني الدولي متعدد الأطراف، لتخفيف تداعياته دون إبطاء على المدنيين الأبرياء، من خلال ضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام.

وأكدت الوزارة أن الممر البحري جزء من الجهود الحثيثة لزيادة تدفق المساعدات والسلع التجارية عبر كافة الطرق الممكنة.

وفي إطار التزامها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وتقديم المبادرات الإنسانية لإغاثته، قدمت دولة الإمارات 21,000 طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه والمواد الطبية، من خلال إرسال 213 طائرة وتنفيذ 8 عمليات إسقاط جوية، وإرسال 946 شاحنة وباخرتين، كما دشنت عدداً من المشاريع الإغاثية المستدامة، وتقدم الرعاية الطبية لأبناء القطاع من خلال تشييد مستشفى ميداني في جنوب قطاع غزة، ومستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى