سياسة

التشاد.. احتجاجات في نجامينا تتحول إلى حمام دم


شهدت العاصمة التشادية نجامينا اليوم الخميس أسوأ مواجهات بين محتجين وقوات الأمن.

حيث أسفرت وفق حصيلة رسمية عن مقتل 50 شخصا بينهم عشرة من أفراد الشرطة. فيما تأتي الاحتجاجات تنديدا بتمديد المجلس العسكري لمرحلة الفترة الانتقالية لعامين إضافيين. وهي الخطوة التي بددت كل آمال التسوية السياسية السلمية للأزمة ووضعت البلاد على حافة موجة عنف جديدة.

وقد أكد رئيس الوزراء التشادي صالح كبزابو أن الاحتجاجات الدامية أسفرت عن مقتل نحو خمسين شخصا في أنحاء البلاد الخميس. وأعلن “تعليق جميع أنشطة” أحزاب معارضة رئيسية وفرض حظر تجول.

وقال “سقط نحو خمسين قتيلا خصوصا في نجامينا وموندو وكومرا وأكثر من 300 جريح”. مضيفا أن حظر التجول من السادسة مساء حتى السادسة صباحا سيستمر حتى “استعادة تامة للأمن في نجامينا وموندو ودوبا وكومرا”. محذّرا من أن الحكومة “ستفرض النظام في كامل البلاد ولن تتسامح بعد الآن مع أي انزلاق أيا كان مرتكبه”.

وقبلها قال المتحدث باسم الحكومة التشادية عزيز محمد صالح إن “تظاهرة محظورة تحولت تمرّدا. سقط نحو ثلاثين قتيلا بينهم نحو عشرة من عناصر قوات الأمن وعدد كبير من الجرحى. لقد هاجم المتظاهرون مباني عامة: مقر المحافظة ومقر حزب رئيس الوزراء ومقر رئيس الجمعية الوطنية”.

وأقيمت حواجز في عدّة أجزاء من المدينة وأُحرقت الإطارات على الطرق الرئيسية. بينما كانت السلطات قد أصدرت أمرا الأربعاء بحظر التظاهرة.

وقال عباس محمد البالغ 35 عاما “خرجت للتظاهر للتنديد بحوار الواجهة هذا الذي يكرّس النظام وللمطالبة بتغيير السلطة. خلال 31 عاما، لم نشهد أيّ تغيير إيجابي في بلدنا”.

وفي وسط العاصمة، قال محمد مبودو وهو يحدّق في هاتفه لمتابعة الأحداث في جنوب المدينة “قيل لنا إن هناك تظاهرة في المدينة. وجئت مثل زملائي الآخرين للبقاء أمام متجري لتجنّب النهب”.

في الدائرة السادسة، معقل المعارضة حيث يقع منزل رئيس الوزراء صالح كبزانو، كانت الشوارع مهجورة، بينما كانت الإطارات وجذوع الأشجار وأكوام الطوب متناثرة في الشوارع، فيما أُغلقت المدارس والجامعات.

واستهدف المتظاهرون مقرّ حزب ‘الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد’ الذي ينتمي إليه كبزابو والذي “احترق جزئيا”، حسبما صرّح نائب رئيس الحزب سيليستان توبونا.

وكان كبزابو قد انضمّ إلى الحكومة التي عيّنها المجلس العسكري بقيادة محمد إدريس ديبي إيتنو. بعدما كان معارضا تاريخيا لوالده الذي حكم البلاد بقبضة حديد لمدة 30 عاما.

وقال سوكسيه مصرا أحد أبرز المعارضين “إنهم يطلقون النار علينا. إنهم يقتلون شعبنا. جنود الجنرال الوحيد الذي رفض احترام كلمته، واليوم هي نهاية الأشهر الـ18، هكذا ينوي تنصيب سلالته بقتل الناس”، وذلك بعدما كان قد دعا الناس إلى التظاهر بشكل سلمي.

وتجري هذه الاشتباكات بعد تمديد المرحلة الانتقالية لمدة عامين. بعدما كان من المقرّر أن تنتهي اليوم الخميس، لكن في نهاية سبتمبر، بقي محمد إدريس ديبي إيتنو في منصبه بصفته رئيسا للدولة حتى تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية يفترض إجراؤها في نهاية الفترة الانتقالية الثانية التي سيتمكّن ديبي من الترشح فيها.

وجاء بقاء إدريس ديبي إيتنو على رأس السلطة في ختام الحوار الوطني الشامل والسيادي الذي قاطعه جزء كبير من المعارضة. ليستكمل بذلك استهداف المعارضة السياسية والمسلّحة وإحراج المجتمع الدولي الذي كان قد دعم ديبي قبل 18 شهرا.

وكان الجيش أعلنه رئيسا انتقاليا في 20 أبريل 2021، على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالا، في اليوم نفسه الذي أعلن فيه عن مقتل والده إدريس ديبي إيتنو على الجبهة بعدما حكم تشاد طوال نحو ثلاثة عقود.

وأدانت فرنسا عبر وزارة الخارجية، أعمال العنف. وقالت في بيان إنّ “عنفا وقع صباح اليوم في تشاد، خصوصا مع استخدام الأسلحة الفتّاكة ضد المتظاهرين وهو ما تدينه فرنسا”. مؤكدة في الوقت ذاته أن باريس لا تلعب “أي دور في هذه الأحداث”.

وأعلنت جمعية الصليب الأحمر التشادي أنها نشرت “عشرات الفرق” في المناطق المتوترة في العاصمة. وقال رئيسها الخلا احمد السنوسي “نقدم الإسعافات الأولية وننقل عشرات الجرحى بالسيارة إلى المستشفيات”.

زر الذهاب إلى الأعلى