تركيا

الحروب الكلامية والتناقضات تفضح أوهام أردوغان باحتلال الجزيرة العربية


حروب كلامية وتصريحات غير مسؤولة فضحت الضياع في الخطاب وهشاشة بدت عاجزة عن تحمل تبعات الألغام والأشواك السياسية التي يزرعها الرئيس التركي رجب طب أردوغان في كل مكان، لتكون النتيجة فوضى كلامية بعيدة عن الاتساق، مغرقة في التناقض.

التصريحات والخطابات الأردوغانية تكشف بوضوح هوس الرئيس التركي باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة، لكنه يواجه صدا خليجيا منيعا يعرقل أهدافه التوسعية بالمنطقة، وهذا ما يفسر استهدافه الكلامي المستمر لبلدان أجهضت مخططاته الخبيثة، باستثناء نشاز قطر الخاضعة له والداعمة لأجندة دعم الإرهاب لتقويض استقرار المنطقة.

وخلال مشاركته بافتتاح الدورة التشريعية الـ27 للبرلمان التركي، ألقى أردوغان كلمة ناقض كل سطر فيها الآخر تقريبا، حيث هاجم منطقة الخليج، مستثنيا قطر حليفته، قبل أن يعود ليشيد بمناقب أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأكد أردوغان بشكل علني حلمه بعودة الاحتلال إلى الجزيرة العربية، في تأييد لتقارير إعلامية بدأت أبواقه الإعلامية، منذ أشهر، بالترويج لوهم جديد يخطط لبدئه من اليمن عبر حزب الإصلاح الإخواني.

تلويح بالاحتلال يفضح النوايا الحقيقية لرئيس لطالما زعم تنديده بجميع أشكال الاستعمار، ويؤكد أن جميع الشعارات التي تضج بها خطاباته ليست سوى بروباغاندا (دعاية كاذبة) يفترشها طريقا لاستعادة وهم الامبراطورية الضائعة، حيث أقام الدنيا ولكم يقعدها حين وقعت الإمارات وإسرائيل معاهدة سلام مؤخرا، وخرج بتصريحات مستنكرة لم تمنح نفسها حتى فرصة إلقاء نظرة على التاريخ القريب.

فأردوغان المستنكر ليس سوى الرجل نفسه الذي هاجم إسرائيل عقب اغتيال زعيم حركة حماس أحمد ياسين في 2004، ولكنه في نفس العام نفذ تدريبا عسكريا مشتركا مع إسرائيل، وهو أيضا نفس الشخص الذي هاجم شيمون بيريز بمؤتمر دافوس 2009 في سويسرا، وانسحب من الجلسة غاضبا، ولكنه أرسل لاحقا وفدا يستجدي رضا إسرائيل، ويؤكد حرص أردوغان على علاقة جيدة جدا مع تل أبيب.

قال أردوغان إنه لم يكن على علم بالانقلاب المزعوم في 2016، وإن صهره هو من أخبره، كما زعم أنه لم يتمكن حينها من الاتصال برئيس المخابرات، غير أن رئيس الأركان قال في شهادته أمام البرلمان التركي إن رئيس المخابرات اتصل بقائد الحرس الشخصي لأردوغان لإبلاغه بأمر الانقلاب.

في عام 2010، بادرت منظمات للمجتمع المدني لفك الحصار عن غزة وأرسلوا أسطولا بحريا أطلقوا عليه اسم أسطول الحرية، وانطلقت الرحلة على متن سفينة تركية مافي مرمرة لكنها استهدفت بهجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل 10 أتراك، ما تسبب في توتر العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، وقال أردوغان إنه أعطى شخصيا الإذن للسفينة بالانطلاق.

لكن، وبتحسن العلاقات بعد سنوات، استاءت عائلات الضحايا، فخرج أردوغان ليقول إن الحادثة لم تكن لتحدث لو أن السفينة حصلت على الإذن قبل الانطلاق.

لطالما تبجح أردوغان بين عامي 2004 و2006، بأن تركيا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير.

لكن، وعقب الاحتجاجات التي اشتعلت بالعالم العربي انطلاقا من 2011، قال أردوغان بانفعال، ردا على سؤال صحفي حول تورط أنقرة في المشروع الذي تسبب في كل هذا الدمار والخراب، إن الاتهام لا أساس له من الصحة ولا يوجد ما يثبت تلك التصريحات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى