إيران

الذخيرة الحية.. الحل الأخير للنظام الإيراني للنجاة من خطر الاحتجاجات


خلال اشتباكات مع قوات الأمن الإيرانية في بلدة مهاباد الغربية قُتل ثلاثة متظاهرين، بحسب وسائل إعلام رسمية. مشيرة إلى أن المتظاهرين استهدفوا المباني الحكومية بعد حضورهم مراسم تأبين فتاة قُتلت خلال الاضطرابات.

وحسب وسائل الإعلام الحكومية، فتحت قوات الأمن النار على زوار المقبرة الموجودة بالقرب من خرم آباد ما أسفر عن مقتل المتظاهرين. فيما أكدت منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن قتلت ثمانية أشخاص منذ الأربعاء الماضي.

ذخيرة حية

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير لها أن الاضطرابات هزت إيران منذ وفاة مهسا أميني جراء اعتقالها على يد شرطة الأخلاق قبل 40 يومًا بزعم ارتدائها الحجاب “بشكل غير لائق”. فيما اتهم مسؤولون حكوميون في مهاباد “الجماعات الإرهابية الانفصالية” بدفع المتظاهرين لمهاجمة منشآت حكومية في البلدة، كما اتهموا المتظاهرين بمهاجمة “مراكز سياسية وأمنية بهدف احتلالها”.

ولم تكشف وسائل الإعلام الحكومية هوية الضحايا الثلاثة، لكن مصادر من المعارضة أكدت مقتل رجل وامرأتين بعد إطلاق النار عليهما من قبل قوات الأمن في مهاباد.

وتابعت “بي بي سي” أن مئات الأشخاص تجمعوا حول مكتب محافظ البلدية في البلدة ذات الأغلبية الكردية. لكن وسائل الإعلام الحكومية أصرت على سيطرة الشرطة على الوضع، ونفت تقارير أفادت بسقوط المدينة في الاضطرابات.

وأشارت الهيئة البريطانية إلى أن مدينة خرم آباد – غرب إيران – شهدت أيضا تجمع المتظاهرين عند أحد المقابر حدادًا على نيكا شكارامي، التي اختفت بعد وفاة مهسا أميني بفترة وجيزة وأصبحت رمزًا آخر للحركة الاحتجاجية.

وأظهرت مقاطع فيديو من خرم آباد محتجين يرددون شعارات مناهضة للدولة من بينها “يسقط الديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي. فيما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين، وفقا لما قاله مصدر مقرب من عائلة نيكا.

قوى التغيير

وبحسب الإذاعة البريطانية، شهد مساء الأربعاء، خروج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في المدن الكبرى. بالإضافة إلى أماكن أخرى خمدت فيها المظاهرات مؤخرًا. وهو أخطر تحدٍّ للجمهورية الإسلامية منذ نشأتها، حيث شهدت إيران احتجاجات من قبل، لكن ليس هكذا، ولا تزال السلطات تحاول تشويه سمعتهم بوصفهم “مثيري شغب متأثرين بالأجانب”.

وأشارت الهيئة إلى انتشار صور غير مسبوقة لتلميذات مراهقات يرفضن الحجاب الإلزامي. وكذلك صور لنساء من جميع الأعمار يمشين منكشفات الرأس بدون حجاب في الأماكن العامة.

مؤكدة أنه من الصعب رؤية عودة إيران إلى الأيام التي كانت تراقب فيها شرطة الأخلاق ملابس النساء بالطريقة التي اتبعوها منذ عقود. فقد أصبح الأمر أكثر من مجرد ما ترتديه النساء.

وأضافت أنه في الماضي، تلاشت الانتفاضات الكبرى، أو تم قمعها بالقوة، بعد أشهر من الاضطرابات، ولكن هذه المرة ومع كل أسبوع، يبدو أن هذه الموجة تزداد قوةز كما لم يتم إطلاق العنان للقوة الكاملة لجهاز الأمن الإيراني، ولكن ستفعل السلطات كل ما يلزم للحفاظ على الجمهورية الإسلامية، وعلى الجانب الآخر يبدو أن المتظاهرين، وخاصة الجيل الجديد من النساء والرجال، مستعدون لفعل كل ما يلزم لتغيير حياتهم، بل وأكثر من ذلك بكثير.

وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج: إن ما لا يقل عن 234 متظاهرًا، بينهم 29 طفلاً، قُتلوا على أيدي قوات الأمن في حملات القمع حتى الآن. بينما صوّر زعماء إيران الاضطرابات على أنها “أعمال شغب” أثارها الأجانب، كما شهدت مدن أخرى، مثل أنديمشك وبروجرد في الغرب، ولهيجان، بالقرب من بحر قزوين في الشمال، تجدد الاحتجاجات.

زر الذهاب إلى الأعلى