المصالحة بين حزب الله والتيار الوطني.. تلاعُب على مصالح لبنان

سؤال يدور منذ أشهر أمام الشعب اللبناني الذي يعاني الأمرين من فوضى سياسية واقتصادية واضحة على كل المستويات. وبالرغم من ذلك يتصدر دومًا حزب الله المشهد بفرض سيطرة السلاح.

• أبرز تطورات الأوضاع في لبنان

عقد الحزب الإرهابي مؤخراً، الكثير من الاجتماعات واللقاءات من أجل مصالحه الحزبية وسيطرته على لبنان والاقتصاد اللبناني، ولم يتمكن لبنان من عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون الذي رحل عن منصبه بنهاية شهر أكتوبر الماضي.

لقاء وتفاصيل 

وكان آخر اللقاء حول الشغور، هو اللقاء الذي دار بين حزب الله والتيار الوطني، شهد عدة رؤى وكان أهمها “الاتفاق الرئاسي” وجلسات الحكومة. عقب مشاركة وزراء من الحزب في جلسات حكومية سابقة برئاسة نجيب ميقاتي، رغم اعتراضات التيار.

كما أنه اللقاء الأول من نوعه بين الفريقين، بعد التباعد الرئاسي بينهما. وعقب الخلاف الذي نشب بينهما منذ مشاركة وزراء حزب الله في الجلسة الحكومية الأولى في ظل الشغور السياسي.

اللقاء كان بشكل واضح لوضع حد خاصة مع تهديدات التيار الوطني بطرح أسماء جديدة لرئاسة لبنان تهدف إلى إبعاد حزب الله  ليعيد الاعتبار إليه. خصوصاً أنه فقد بعضاً من صورته السياسية باعتبار أنّ ميقاتي تفوق عليه مرتين بعقده جلستين لمجلس الوزراء وفي حضور وزراء مستقيلين قريبين منه ومحسوبين عليه (تحديداً وليد نصار وأمين سلام). واللقاء كان بشكل واضح تهيئة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وعدم تعقيدها أكثر مما يجب.

وقد زار وفد من حزب الله ضم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، المركز الرئيسي للتيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، واجتمعا مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بحضور النائب سيزار أبي خليل.

• لبنان والعراق الأكثر تعاسة وفقرًا في الشرق الأوسط

وعلى خط آخر، قد تشكل الزيارة فرصة لحصول تقارب ما بين التيار والحزب الاشتراكي. على الرغم من أن هذه الفرضية قد تكون بعيدة نسبياً في ظل الكيمياء المفقودة بين التيار ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يملك تأثيراً كبيراً على رئيس الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط. 

هدف الزيارة

هدف الزيارة كان واضحاً خاصة أن حزب الله كان يسعى لأن يمد جسور التواصل والتنسيق بينه والتيار، استعدادا لأي خرق معارض واستباق أي ضربة غير متوقعة رئاسيا. وهو ما قد تشهده لبنان في الأيام القادمة، حيث يشكل الشعب اللبناني حالياً الغضب على كل شيء. وهو ما قد يدفع القوى السياسية للتواجد سريعاً ونبذ حزب الله الذي يراه الشعب اللبناني الخطر الأكبر عليهم. 

تفاقم الأزمات 

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب، تواصل الأزمات تفاقمها على كافة الأصعدة، ففي لبنان الذي كان فيما مضى مستشفى الشرق. تطلب اليوم المستشفيات من المرضى الذين يستطيعون أصلاً تحمّل كلفة الدخول للعلاج، تأمين الأدوية اللازمة لعلاجهم بسبب عدم إمكانية تأمينها من قبل إدارة المستشفى لأسباب عديدة. 

وأضاف أما أزمة التعليم في المشهد فمبكية، حيث إن منارة الشرق اليوم تخسر جامعاتها الخاصة الواحدة تلو الأخرى بعد هجرة كفاءاتها، ناهيك عن سقوط الجامعة اللبنانية إلى الحضيض بسبب سُوء الإدارة وهيمنة الحزب على فروعها. 

وتأتي الأزمة المعيشية المتدهورة بسبب إفلات سعر الدولار  الأميركي في السوق، وقد تخطى اليوم عتبة الـ56 ألفا للدولار الواحد، مع ما يعني ذلك من غلاء أسعار للمواد الاستهلاكية والمحروقات. 

السياسة في لبنان 

تابع: “أما في السياسة فالحالة ليست أفضل، فالأزمة القادمة من الاحتلال الإيراني للبنان، بواسطة الحزب المسمى “حزب الله”. تتعقّد تفاصيلها يوماً بعد يوم، ويحاول الحزب تمرير الوقت بمحاولة فرض الحوار بطريقة ثنائية بعد فشل جمع الفرق على طاولة واحدة”. 

أردف: “والزيارة التي قام بها معاون أمين عام الحزب حسين خليل برفقة مسؤول الارتباط وفيق صفا للنائب جبران باسيل في مقر التيار العوني، لم تكن بسبب الأزمة التي ظهرت مؤخراً بين الحليفين. بل بحسب أجندة وضعها الحزب يزور من خلالها المرجعيات السياسية لإيجاد مخرج لعملية انتخاب رئيس الجمهورية، المعطّلة اليوم بسبب فرض الحزب عملية التوافق على اسم الرئيس قبل انتخابه”.

كما أشار إلى أنه ومن الواضح أن الحزب المهيمن اليوم على القرار في لبنان، والذي عمل بشكلٍ منهجي على تقويض المؤسسات واقتصاد البلد، يجد اليوم نفسه في أزمة، فهو لم يتمكّن، حتى الآن، من فرض التوافق على انتخاب رئيس بحيث لا يتحمّل وحده مسؤولية الأزمات ومعالجتها، وبالوقت نفسه لا يمكنه فرض رئيس لأنه بذلك يفتح باب المساءلة داخلياً وخارجياً في الملفات كافة. 

أردف المحلل اللبناني: “وما كلام أمين عام الحزب الأخير والذي تهكّم فيه على جمهورية مصر ودول الخليج، إلا دليل على فشله في إدارة البلد الذي يمسك بقراراته. فبعد أن عمل لعقود على هدم النظام في لبنان وسرقة أمواله من خلال عمليات التهريب المستمرة، حتى اليوم، للمنتوجات المدعومة من الدولة، كما تهجّمه على الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة السعودية، ها هو اليوم يستجدي المساعدة المالية ويسخر من قيادات هذه الدول بصرفها الأموال على تحسين مقومات العيش لمواطنيها ورفع مستواها الاجتماعي داخلياً وخارجياً”.

مخرجًا للأزمة 

وأضاف حبيب، للأسف لن يرى لبنان في الفترة المنظورة مخرجاً من الأزمة التي يعيشها، فحزب الله الإيراني ومن خلفه إيران، لن يتخليا عن هيمنتهما على لبنان. فلبنان هو الورقة الأعلى ثمناً على طاولة المفاوضات الدولية المتعثّرة اليوم، وبالأخص مع قيام الثورة في الداخل الإيراني.