تحذير أممي من مذبحة في مدينة رفح بغزة
جنيف – قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن الوكالة أعدت خطة طوارئ في حالة حدوث توغل إسرائيلي في مدينة رفح بغزة، لكنه أوضح أنها لن تكون كافية لمنع حدوث ارتفاع كبير في عدد القتلى، بينما حذّر مسؤول أممي آخر من مذبحة في آخر ملاذ قصده مئات آلاف الفلسطينيين الفارين من العدوان الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع.
وتابع ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مؤتمر صحفي في جنيف عبر رابط فيديو “أريد أن أقول حقا إن خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة”، مضيفا أنها “لن تمنع على الإطلاق الوفيات والانتشار المتوقع للأمراض جراء العملية العسكرية.”
وحذر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة من أن أي توغل إسرائيلي في رفح سيعرض أرواح مئات الآلاف من سكان غزة إلى الخطر وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله.
وتوعدت إسرائيل بتنفيذ عملية ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في رفح بجنوب القطاع التي تؤوي نحو مليون نازح فروا من القتال في الشمال وتكدسوا في ملاجئ ومخيمات مؤقتة.
وقال لايركه في إفادة صحفية في جنيف “قد تكون مذبحة للمدنيين وضربة هائلة لعملية الإغاثة الإنسانية في القطاع بأسره لأنها تدار بشكل رئيسي من رفح”، مضيفا أن عمليات الإغاثة التي تخرج من رفح تشمل عيادات طبية ونقاطا لتوزيع الغذاء ومنها مراكز للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأظهر استطلاع للرأي الجمعة أن أكثر من نصف الإسرائيليين يفضلون اتفاق هدنة مع حركة حماس يشمل تبادلا للأسرى، على تنفيذ عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأجرى الاستطلاع مركز معهد “لازار” للدراسات (خاص) على عينة عشوائية تشمل 500 إسرائيلي، ونشرته صحيفة “معاريف” العبرية.
وأظهر أن “54 بالمئة من الإسرائيليين المستطلعين يفضلون التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى على تنفيذ عملية عسكرية في رفح”.، لافتا إلى أن “79 بالمئة من ناخبي الأحزاب اليمينية يؤيدون العملية في رفح، مقابل81 بالمئة من المصوتين لأحزاب اليسار والوسط الذين يفضلون اتفاق تبادل أسرى”.
وذكرت معاريف أن المستطلعة أراؤهم “يعتقدون أن إبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة، أهم من تنفيذ عملية عسكرية في رفح”.
وتقدر تل أبيب وجود 133 رهينة إسرائيلية في غزة. فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل. التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
في المقابل، أشار الاستطلاع إلى أن “38 بالمئة قالوا إنهم يفضلون العملية العسكرية عن التوصل إلى اتفاق. فيما لم يملك 8 بالمئة رأيا محددا في هذا الشأن.
ورغم الضغوطات والمخاوف الدولية من عملية في رفح المكتظة بالنازحين. لم يعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقفه من مسار وقف الحرب. فهو يتمسك برغبته في اجتياح المدينة بذريعة القضاء على آخر معاقل حماس، حتى وإن توصل لصفقة تبادل للأسرى. وهو ما ترفضه حماس وتصر على إنهاء الحرب أولا.
واتّهم مسؤول في حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة بالسعي الى نسف آفاق أي هدنة في الحرب الدائرة في غزة منذ نحو سبعة أشهر. من خلال تصريحاته المهدّدة بشنّ هجوم بري على رفح.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران “نحن نجري حوارات داخلية في قيادة حماس وأيضاً مع الفصائل المختلفة خاصة في المقاومة التي تشارك في القتال في هذه المعركة”. قبل عودة المفاوضين إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة.
لكنّه حذّر من أن نتنياهو الذي “يصرّح علناً بأنه سيقوم باجتياح رفح بغض النظر عن نتيجة التفاوض وسواء تم الاتفاق أو لا”. إنما يسعى “بتصريحاته المتكررة مؤخرا” إلى “إفشال أي امكانية لعقد اتفاق”.
وقال بدران في مقابلة عبر الهاتف إن “نتانياهو كان هو المعطّل لكل جولات الحوار السابقة أو التفاوض السابق. ومن الواضح أنه ما زال، أي أنه غير معني بالوصول إلى اتفاق”. مضيفا “لذلك يقول كلاما في الاعلام لإفشال هذه الجهود المبذولة حالياً”.
وشدّد على أن الحركة الفلسطينية “تصرّ أولاً على وقف نهائي لاطلاق النار .وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة”
ومساء الخميس، أفاد إعلام مصري بأن القاهرة تكثف اتصالاتها مع الحركة الفلسطينية وإسرائيل بشأن “نقاط خلافية” في المقترح الجديد لتبادل الأسرى .ووقف إطلاق النار والذي تحاول واشنطن أيضا الدفع من أجل إقراره.
ويأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء. فضلا عن دمار شامل وهائل في البنى التحتية والمباني، ما تسبب بكوارث وأزمات إنسانية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.