الشرق الأوسط

بدء المرحلة الرابعة من التصعيد في هجمات الحوثي ضد السفن


صنعاء – أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الجمعة، بدء تنفيذ مرحلة رابعة من التصعيد في هجماتها على السفن في البحر الأحمر، تشمل “استهداف كافة السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها قوات الحوثي” على خلفية “التحضير الجاد لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية” ضد مدينة رفح جنوب غزة.

وقال المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع في بيان، تلاه أمام عشرات آلاف المتظاهرين في العاصمة صنعاء “نتابع تطورات المعركة في قطاع غزة من استمرار للعدوان الإسرائيلي والأميركي والتحضير الجدي لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية ضد منطقة رفح”.

وتابع “إذا اتجه العدو الإسرائيلي لشن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فسنفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت”. وتابع “يبدأ تنفيذ هذا من ساعة إعلان هذا البيان”.

وصدر البيان بعد ساعات من إعلان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء الخميس أن جماعته “تحضر لجولة رابعة من التصعيد” إذا استمرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأضاف سريع “نتابع العرض المطروح على المقاومة والذي يريد فيه العدو انتزاع ورقة الأسرى دون وقف دائم لإطلاق النار”.

وأشار إلى أن جماعته ستمنع خلال هذه المرحلة من التصعيد “جميع سفن الشركات المرتبطة بموانئ الاحتلال من المرور في منطقة عملياتنا بغض النظر عن وجهتها”. وهدد “لن نتردد في التحضير والاستعداد لمراحل تصعيدية أوسع وأقوى حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة”.

وتشن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ نوفمبر/تشرين الثاني هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في مضيق باب المندب وخليج عدن، وهما من قنوات الملاحة المهمة في البحر الأحمر، دعما للفلسطينيين في الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

وتتسبب الجماعة في اضطرابات لعمليات الشحن العالمية، ما أجبر شركات الشحن على تغيير مسار رحلاتها إلى طرق أطول وأعلى تكلفة حول جنوب أفريقيا، وأثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي مارس/ آذار، قال الزعيم الحوثي إن الجماعة تعمل على توسيع منطقة هجومها لمنع السفن المرتبطة بإسرائيل من المرور عبر المحيط الهندي باتجاه رأس الرجاء الصالح.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت أول مرحلة من التصعيد العسكري للحوثيين باستهداف مواقع في جنوب إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، قبل أن تنتقل الجماعة إلى المرحلة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، وذلك باستهداف سفن تتبع إسرائيل أو مرتبطة بها. وتمثلت المرحلة الثالثة باستهداف سفن أميركية وبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب، منذ مطلع العام الجاري.

وتأتي هذه التصريحات بينما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمسك برغبته في اجتياح رفح بهدف “القضاء على آخر معاقل حماس”، حتى وإن توصل إلى صفقة تبادل للأسرى وهو ما ترفضه حماس وتصر على إنهاء الحرب أولا.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

من جانب آخر أثار عرض الحوثيين توفير فرصة التعليم لطلاب الجامعات الأميركية الموقوفين عن الدراسة بسبب احتجاجات مناهضة لإسرائيل، موجة من السخرية بين اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونشر أحد مستخدمي وسائل التواصل صورة لاثنين من الغربيين يمضغان نبات القات المخدر المستخدم على نطاق واسع في اليمن، واصفا إياها بصورة لطلبة من الولايات المتحدة خلال سنتهم الخامسة في جامعة صنعاء.

وتظاهر طلاب أو اعتصموا في مخيمات احتجاج في عشرات الجامعات بالولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة التي دخلت حاليا شهرها السابع. واستدعت العديد من الجامعات، ومنها جامعة كولومبيا في نيويورك، الشرطة لفض الاحتجاجات وتم توقيف العديد من الطلبة.

وقال مسؤول في جامعة صنعاء التي يديرها الحوثيون لرويترز إنهم جادون بشأن الترحيب بطلاب الجامعات الأميركية الذين أوقفوا بسبب دعمهم للفلسطينيين مضيفا أنهم يخوضون المعركة “إلى جانب فلسطين” بكل السبل الممكنة.

وأصدرت جامعة صنعاء بيانا أشادت فيه بالموقف “الإنساني” للطلبة في الولايات المتحدة وقالت إن بإمكانهم مواصلة دراستهم في اليمن.

وأضاف مجلس إدارة الجامعة في البيان عنوان بريد إلكتروني لأي طالب يرغب في قبول عرضهم وندد “بما يتعرض له الأكاديميين والطلاب من أبناء الجامعات الأميركية والأوروبية من تنكيل وتكميم للأفواه وقمع لحرية الرأي والتعبير”.

وأعادت الولايات المتحدة وبريطانيا إدراج حركة الحوثي على قائمة الجماعات الإرهابية هذا العام، بعدما أضرت هجماتها على السفن في البحر الأحمر ومحيطه بالاقتصادات العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى