اخترنا لكم

تداعيات اعتداء مليشيا الحوثي على الإمارات


لم يدرك الحوثي، بأوهامه التي ألِفها، أن اعتداءه ضد أهداف مدنية في الإمارات، يومي 17 و24 من يناير الجاري، سيكلفه الكثير.

 

خاصة أنه يبرر الحق القانوني والأخلاقي لدولة الإمارات في الرد عليه، وقد حصل ذلك بالفعل ودون تأخير، إذ قامت قوات التحالف العربي بضرب المواقع العسكرية الحوثية في العاصمة صنعاء وأماكن أخرى يتخذها الحوثيون ملاجئ لهم بما فيها الحديدة.

الاعتداء الحوثي يزيد التلاحم الخليجي ويعزز عزيمة الإمارات التي استطاعت، بحنكتها الدبلوماسية، الحصول على تضامن من مجلس الأمن الدولي بجميع أعضائه، إذ أصدر بيان تنديد إجماعي يمثل موقفاً دولياً جاداً تجاه السلوك العدواني للمليشيات.

وقد شدد أعضاء المجلس على ضرورة محاسبة الجناة والمنظمين والممولين والرعاة لهذه الأعمال الإرهابية النكراء وتقديمهم للعدالة.. كذلك أصدرت 114 دولة إدانة صريحة لذلك العمل الإرهابي الجبان. 

وبينما دخلت الحرب عامها السابع، ما زال التنظيم الحوثي يرفض الالتزام بقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني ومقترحات مجلس التعاون الخليجي، ولا يلتزم اتفاق استوكهولم.. رغم مشاركته في جولات تفاوضية عدة.

الحوثيون، ومَن وراءهم، أصرّوا على الاستيلاء والتحكم بمفردهم والعودة لنظريات الإمامة والدولة الدينية رغم خطورتها على استقرار شبه الجزيرة العربية.

لقد فرض الحوثي بقوة السلاح طقوس مذهب “الإثنا عشرية الشيعي”، وممارسة اللطم الذي هو بدعة غريبة على الشعب اليمني. وقد أفتى بعض علماء الزيدية بخروج الحوثي على المذهب الزيدي الأصيل للإمام زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه. 

الأساليب الانقلابية للحوثي أفسدت كل ما هو يمني أصيل عبر فرضه طقوساً طائفية في المناطق التي يسيطر عليها، وعبر فرضه تدريس اللغة الفارسية والنشيد الإيراني المناقض للمذهب الزيدي الذي ينتمي إليه 34 بالمائة من سكان اليمن، وكذلك المذهب الشافعي الذي ينتمي إليه 56 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 30 مليون نسمة.

عقيدة الحوثي “مليشاوية” لا تؤمن بالدولة ولا بالوطن ولا بالأمة.. فكيف لعلماء الزيدية أن يسلّموا للحوثي بتغيير مذهبهم التاريخي الأصيل؟ وهل الزيدية أقل قدراً، ليحل محلها مذهب آخر؟

الحوثي له مآرب تتجاوز حدود اليمن، وقد استهان بشعبه ومذهبه الزيدي، وهو يعلم أن الزيدية من أقرب المذاهب إلى السنة، وأكثرها اعتدالاً، وتشيعهم نحو أئمة السنّة لم يتسم بالغلو، بل اعتبروهم أفضل الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتدلوا في مواقفهم تجاه الصحابة، فلم يكفروهم، وخصوصاً مَن بايعهم على رضا الله عنه واعترف بإمامتهم.

كان زيد شخصية فذة، صاحب علم وفقه وتقوى، واتصل بواصل بن عطاء وأخذ عنه، واتصل بأبي حنيفة وأخذ عنه.

وفي هذا السياق نذكر الإمام الشوكاني الذي كان زيدياً ولم يرَ فروقاً بين الزيدية والسنة، بل تقرّب لمذهب السنَّة وتتلمذ على شيوخهم حتى أصبح مرجعاً للسنة. 

ونتيجة لهروب الحوثيين من الواقع ومن مواجهة الحلول، فهم يهرعون إلى المسألة المذهبية، ويراهنون على الاستقواء بالخارج، حتى المبعوث الدولي غريفيث عجز عن كتمان يأسه من تعقّلهم، إذ قال وهو يغادر منصبه: “هؤلاء لا يريدون السلام، ويريدون الحلَّ العسكري، وإذا حصلوا على مأرب فإنّ الحرب ستستمر للأبد”.

وما زاد من رعونة الحوثي أنه وجد في رفع اسم مليشياته من قائمة الإرهاب الأمريكية ضوءاً أخضر، وهذه تُعد زلّة سياسية واستراتيجية لواشنطن، لا تستقيم مع التصريحات المتكررة لبايدن بأنه يدعم حلفاءَ بلاده في المنطقة. 

ومن ذلك، فإن الإمارات تمتلك كامل الحق القانوني والأخلاقي للدفاع عن أراضيها وسكانها وسيادتها، وهي تمارس هذا الحق لمنع الأعمال الإرهابية الحوثية، مع استمرارها في الوقت نفسه بدعم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والحل السياسي في اليمن.

نقلا عن الاتحاد الإماراتية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى