تركيا

تقرير يكشف خيوط المؤامرة التي يحيكها إخوان اليمن وأردوغان


قيادات إخوانية يمنية بارزة تكثف اللقاءات مع مسؤولين بالنظام التركي، لقاءات تنخر مفاصل اليمن، وتشكل ملامح مؤامرة تستهدف بث نيران الفتنة لخلق ثغرات تؤمن طريق التغلغل والتموقع والاستنزاف، في محاولة لشرعنة تدخلات أنقرة المشبوهة ببلد تمزقه الحرب منذ 6 أعوام.

وعقب سنوات من العمل السري لصالح أنقرة منذ مغادرته صنعاء عام 2014، يعود القيادي في الصف الأول لتنظيم الإخوان باليمن، حميد الأحمر، للمرة الأولى، لممارسة النشاط العلني مهندسا للتحركات التركية بالبلاد، حين ظهر في لقاء حضره قيادات إخوانية ومسؤولون أتراك، بينهم وزير الداخلية ونائبه، وياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي وعضو فريقه المختص بالملف اليمني.

واللافت مشاركة نجل عبدالمجيد الزنداني، الداعية اليمني المصنف على قوائم الإرهاب، واسمه عبدالله، إحدى أهم أذرع تنظيم الإخوان الناشطة لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن مشروعه التوسعي العابر للأقطار، إذ تم تقديم الزنداني الابن في هذه اللقاءات ممثلا لرجال الأعمال اليمنيين.

ولمع اسم عبدالله الزنداني منذ توليه إدارة النهضة، الجمعية المستخدمة غطاء لتحركاته باسم والده، عضو شركة صادات التركية، والتي جندته باكرا لتنسيق عملية استقطاب المقاتلين المتطرفين، ونقلهم للقتال إلى جانب حلفاء تركيا سواء في ليبيا أو سوريا أو أذربيجان.

ونقلت العين الإخبارية مصادر يمنية، قولها إن اللقاء الذي تم تقديمه تحت مزاعم بحث تسهيلات أعلن عنها نظام أنقرة مؤخرا لإقامة اليمنيين في تركيا، كان في حقيقته لبحث مكثف بشأن تحركات تركية مرتقبة في اليمن، عبر أدوات متعددة ودعم لوجستي لتشييد معسكرات ومليشيات موازية ورديفة للجيش اليمني، مؤكدة أن اللقاء الذي شارك فيه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ونائبه إسماعيل تشطاكلي، والمستشار ياسين أقطاي، ضم أيضا مسؤولين في المخابرات ومكتب أردوغان مع القيادات الإخوانية المعروفة بـ جناح تركيا في إخوان اليمن.

وبحسب بيان للقاء نشرته الجالية اليمنية بتركيا، فإن قيادات ما يسمى جناح تركيا المشاركة في اللقاء هم: صلاح باتيس، حميد الأحمر، صخر الوجيه، عبدالله الزنداني، أحمد العقبي، وعبدالله الحظا، اللقاء الذي استبطن الملامح العريضة لأجندة الإخوان وتركيا، في مؤامرة ترنو لشرعنة تدخلات أنقرة في رمال مناطق الثروة النفطية والسواحل اليمنية على بحر العرب والبحر الأحمر.

وكشفت مصادر خاصة عن تفاصيل من اللقاء المعلن تتضمن تقديم الأحمر لقيادي يدعى صخر الوجيه مسؤولا عن ملف تهامة، وصلاح باتيس عن حضرموت، فيما يتولى الزنداني الابن وحميد الأحمر تعز وعدن ومأرب وشبوة، موضحة  أن القيادي الإخواني البارز الذي يتجه نحو تشييد محور عسكري مستقل، حمود المخلافي، رفض الحضور رغم تلقيه البلاغ بموعد اللقاء قبل انعقاده بـ6 أيام، وذلك بسبب خلافات مع الأحمر على إدارة معسكرات الإخوان في تعز.

وقالت المصادر إن قيادات الإخوان في تركيا عقدت 6 لقاءات منفصلة منذ منتصف يناير الماضي، برئاسة حميد الأحمر وياسين أقطاي، لبناء خطط عمل وتصور كامل عن تحركات الأتراك وإخوان اليمن لمرحلة جديدة تزامنا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مضيفة: طالب الأحمر، المسؤولين الأتراك بدعم تحرك الإخوان لإعلان إقليم حضرموت، وتعيين قيادة إخوانية للإقليم من خلال تقديم حزمة امتيازات ودعم اقتصادي، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

ولفتت إلى أن الجانب التركي لديه اهتمام كبير بالملف اليمني، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تواجدا تركيا فاعلا بحسب تأكيدات حميد الأحمر لقيادات شبابية إخوانية متواجدة في تركيا، طالبها بتكثيف نشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وباللغات الأجنبية، لاستهداف تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.

عقب اللقاءات مع المسؤولين الأتراك، وجّه حميد الأحمر دعوات حرّض فيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على التحالف العربي لدعم الشرعية، في تصعيد سافر لتنظيم الإخوان من قيادي كان إلى الأمس القريب يتظاهر بأنه من حلفاء الشرعية قبل أن يعلن مساندته للأطماع التركية في المنطقة.

ودعا الأحمر هادي لإعلان الحرب على الجنوب وعلى جزيرة سقطرى، معتبرا شبوة ومأرب الخاضعتين لسيطرة الإخوان معاقل مهمة بإمكان الرئيس قيادة الحرب منهما، دون الإشارة لمعركة هزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء.

وتتزامن مطالب الأحمر مع موقف القيادي الإخواني الذي شارك في اللقاءات أيضا، صلاح باتيس، المقيم في تركيا، والذي دعا الرئيس هادي لإصدار إعلان دستوري بتشكيل إقليم حضرموت من محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، وهو ما ترفضه جميع القوى في هذه المناطق حاليا، تجنبا لفتح معارك جانبية بالمناطق المحررة.

وطالب باتيس أيضا بـالقضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي، في تغريدات لاقت استهجانا واسعا في الشارع اليمني، فيما رأى فيها المجلس دعوات لفتنة جديدة يخطط لها الإخوان.

وقال المتحدث باسم المجلس، علي الكثيري، عبر تويتر، إن حضرموت لن تكون إلا إقليما بشراكة كاملة (…) تلك إرادة أهلها، أما مشاريع إعادة إنتاج الاحتلال، فلن تمر.

من جهته، اعتبر عضو هيئة رئاسة المجلس، سالم ثابت العولقي، ‏ تدوينه عبر حسابه بموقع تويتر، أن أي حديث عن تدشين أي إقليم حالياً مجرد فقاعة لا قيمة لها، ودعوات إخوانية لمزيد من الخراب والدمار، محذرا من أن هذه التوجهات تؤكد ضيق الأفق السياسي الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه من دمار ودماء وخراب.

زر الذهاب إلى الأعلى