إيران

“رزما”.. ميليشيات إيرانية جديدة تساند النظام


بعد مرور نحو (4) عقود من قمع الاحتجاجات الشعبية في إيران، أقدم القيادي في الحرس الثوري وأحد مؤسسي ميليشيات (أنصار حزب الله) حسين الله كرم على إنشاء مجموعة أخرى بمهمات مماثلة.

 وأعلنت وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء تأسيس جماعة جديدة تحت مُسمّى (رزما)، في اجتماع حضره أمين سر الهيئة التأسيسية حسين الله كرم وأعضاء آخرون في الهيئة التأسيسية لهذه الميليشيات السياسية والإيديولوجية.

 وفي البيان التأسيسي لهذه الميليشيات (الحزب)، قدّم مؤسسو حزب (رزما) أنفسهم على أنّهم من “قدامى المحاربين في الدفاع المقدّس، “حرب الأعوام الـ (8) مع العراق”، ومن المدافعين عن الأضرحة (المقامات الشيعية) والأمن (من خلال التضحية بالنفس)”، وزعموا أنّهم مستمرون في “طريق ومنطق التضحية بالنفس”.

 وأمّا المبادئ الأساسية لهذه مجموعة، بحسب ما نشرته (إندبندنت عربية)، فهي “الإيمان بولاية الفقيه ومكافحة الفساد والعدالة والبساطة والعمل الخيري والكفاءة والتضحية الثورية”.

 مؤسسو حزب (رزما) أعلنوا أنّ أهدافهم الاستراتيجية تتمحور حول الأمور التالية؛ القضايا الجهادية وتعزيز البصيرة السياسية والثقافية ومكافحة الشيخوخة ونمط الحياة الإسلامي وتأهيل كوادر الثورة ودعمها في الانتخابات، مؤكدين أنّهم بدؤوا نشاطهم السياسي بهدف تنفيذ “بيان الخطوة الثانية للثورة” التي أعلنها المرشد الأعلى علي خامنئي بتاريخ الـ11 من شباط (فبراير) 2019 بالتزامن مع ذكرى الثورة الإسلامية في إيران، إذ دعا من خلال هذا البيان إلى “مواصلة ثورة 1979 في الخطوة الثانية”.

 وشدد خامنئي في هذا البيان على تغيير الرؤية السياسية لدى الإيرانيين بما يتماشى مع مصالح النظام واستمرار العداء مع الغرب والأنشطة الجهادية.

 وخلال العقود الـ (4) الماضية، اضطلعت قوات (الباسيج) و(أنصار حزب الله) بأدوار مهمة في قمع الاحتجاجات الشعبية، باعتبارها الأذرع التنفيذية للنظام من خلال الأنشطة الجهادية والثقافية والإيديولوجية.

 وأصحاب “الزي المدني”، أو “أنصار حزب الله”، هم أولئك الذين هاجموا الطلاب في الحرم الجامعي في حزيران (يونيو) 1999، واعتدوا على المتظاهرين في شوارع المدن عام 2009.

 وبصورة عامة، كانت هذه الميليشيات المسؤولة عن أيّ مواجهات عنيفة مع المواطنين خلال الاحتجاجات التي تستهدف النظام، وكانت وراء إضرام النار في مكتبة “مرغ آمين” والهجوم على سينما قدس والاعتداء على المثقفين ومنع إقامة المحاضرات الثقافية ومنع الحفلات الموسيقية في مختلف المدن، ومنع إقامة مناسبات لإحياء ذكرى الشخصيات البارزة، وهم متهمون كذلك بارتكاب جرائم خطرة، ومنها رش الأسيد على الفتيات والنساء في مدينة أصفهان.

 هذا، وتعتبر ميليشيات (أنصار حزب الله)، التي كان حسين الله كرم أحد مؤسسيها، والذي ما يزال رئيساً لمجلسها الاستراتيجي، قوة مساعدة للنظام لقمع الأصوات المعارضة من خلال استخدامها للعنف الشديد، إلا أنّه بعد مرور عقدين من النشاط غير القانوني لهذه الميليشيات السياسية المتشددة، وبالتنسيق مع المرشد علي خامنئي بهدف “الدفاع عن النظام الجمهوري الإسلامي” أعلنت عن وجودها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى