زاوية مخفية لمونديال قطر
يرتسم وجه آخر مغاير في زاوية مخفية من الدوحة لهالة المونديال في العاصمة القطرية وسواها من المناطق التي تجري فيها فعاليات بطولة كأس العالم 2022.
حيث يحتشد مئات الآلاف من أصل 2.5 مليون عامل أجنبي كانوا أساس المعجزة الاقتصادية لقطر وساعدوا في ضخ النفط والغاز وبناء ملاعب كأس العالم والبنية التحتية، لمتابعة المباريات.
وأصبح مجمع استاد ‘آسيا تاون’ للتسوّق على مشارف الدوحة بمثابة نقطة جذب يومية لآلاف العمال الأكثر فقرا الذين يعيشون في عنابر فقيرة بعيدا عن مراكز التسوق والمطاعم الجذابة في الدوحة.
وبالنسبة لمعظم هؤلاء، فإن منطقة المشجعين في ملعب الكريكيت هي الأقرب إلى كأس العالم. بينما الحد الأدنى القانوني للأجور هو 1000 ريال (273 دولارا).
ولا يزال كثيرون يتقاضون هذا المبلغ. وعُرضت بضعة آلاف من تذاكر كأس العالم بقيمة 40 ريالا (10 دولارات) وسرعان ما تم بيعها.
ودفع شفيق الثقفي ثلاثة دولارات مقابل اقتناء قميص الأرجنتين الذي كان يرتديه بفخر عندما جلس برفقة 15 ألف عامل مهاجر آخر في زاوية مخفية في الدوحة لمشاهدة ليونيل ميسي ينقذ منتخب بلاده من الخروج المبكر من مونديال قطر 2022.
وارتفعت حماسة هؤلاء لدى تسجيل ميسي الهدف الافتتاحي في مرمى المكسيك الذي مهّد لفوز ‘ألبيسيليستي’ 2-صفر وضرب الثقفي يده على صدره احتفالا بالفوز.
وانتقد الثقفي وأصدقاؤه مزاعم وسائل الإعلام الأوروبية بأنهم “أنصار مزيفون”. لكنهم أقرّوا بأنهم يشترون قمصان فرق مزيفة مقابل 3 دولارات أو أقل، بدلا من 90 دولارا لسعر القميص الرسمي وهو ما يفوق قدرتهم المالية.
وكانت وسائل إعلام أجنبية اتهمت العمال الهنود والباكستانيين بحصولهم على أموال مقابل ارتداء قمصان الأرجنتين والبرازيل وانكلترا في ما وصفوه بأنها “حيلة للترويج للبطولة”.
ويعيش في قطر حوالي 750 ألف هندي و400 ألف بنغالي. فيما لا يتعدّى عدد سكان الدولة الخليجية 2.9 مليون (باحتساب الأجانب).
وقال عامل الفندق البالغ من العمر 32 عاما والذي يكسب أكثر بقليل من 400 دولار شهريا يرسل أكثر من نصفها إلى أسرته في بنغلادش “ليس بمقدوري أن أطبع اسم على القميص وهو أمر كنت أرغب به بشدة”.
وتقول منظمات حقوقية إن العمال تعرّضوا لانتهاكات جسيمة، لكن قطر تشير إلى تعزيز معايير السلامة وحماية حقوق الرواتب في المصانع ومواقع العمل في الهواء الطلق وخفض ساعات العمل في الصيف الحار.
وتقوم امرأة بتنسيق الموسيقى للحشد ذي الغالبية الذكورية من جنوب آسيا قبل كل مباراة، بأغاني البوب الهندية وفيديوهات بوليوود.
وشراء قميص الفريق الرسمي هو أيضا غير وارد. لذلك اشترى الثقفي والعديد من أصدقائه واحدة من المنتجات المقلدة عالية الجودة المعروضة للبيع في متاجر الشوارع الخلفية. وقال ياسين غول الذي يعمل في شركة كهربائية في الدوحة منذ عقد من الزمان إنه يأتي إلى الاستاد “للتمتع بنفسي-بثمن بخس”. مضيفا “العيش في قطر شاق جدا والعمل شاق، لكن راتبي تحسّن ولن أعود إلى الديار”.
وفي المقابل يقول شاكيل محمود إنه لا يستطيع شراء تذاكر المباراة واضطر لمغادرة مباراة الأرجنتين قبل النهاية لأنه اضطر إلى الذهاب إلى العمل.
وتبلغ كلفة فنجان من الشاي في منصة المشروبات بالملعب دولارا واحدا. لكن العديد من المشجعين قالوا إن هذا مبالغ فيه أيضا. وختم شاكيل بالقول “لا يوجد ضغط لشراء أي شيء، لذلك أنا ممتن لذلك”.