الخليج العربي

“زايد الخير”…مواقف لا تنسى مع مصر


عرف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأنه الرجل الذى غير تاريخ الإمارات العربية المتحدة، وجعلها محط أنظار الجميع، كما لقب بألقاب كثيرة منها “زايد الخير”، و”حكيم العرب”، وكان له مواقف كثيرة فى حب الدول العربية، لا سيما مصر.

وقبل ساعات حلت الذكرى الرابعة عشر لوفاته، فى نفس العام الذى يشهد مرور 100 عام على ميلاده.

وللشيخ زايد مواقف لا تنسى مع مصر، التى ظل داعمًا لها، على مدى عقود طويلة من الزمن.

بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر، منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعا شعارا واحدا هو القومية العربية، و”ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعمار”، وحين أسس الشيخ زايد آل نهيان دولة الإمارات الموحدة التى أعلنت فى 1971، كانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته لأنه ركيزة الاستقرار دوليا وإقليميا.

بدأت مصر فى إرسال البعثات التى تضم المعلمين والمهندسين والأطباء، إلى الإمارات قبل ظهور النفط فى منتصف الخمسينيات، وكانت مصر تنطلق فيها من خلال دور إنسانى وعربى قومى، واستقبلت الراغبين فى التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم.

وعقب انتهاء العدوان الإسرائيلى على مصر، ساهم الشيخ زايد فى إعادة إعمار مدن قناة السويس، التى دمرت بفعل الاحتلال، وكانت كلماته حاضرة بشكل قوى فى كل آن ووقت، فكان يقول “عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا”.

وفى عهد الرئيس السادات، أصبحت علاقة مصر بالإمارات وطيدة، وذلك بسب مواقف الشيخ زايد، فلا أحد ينكر شجاعة الرجل حين أعلن دعمه لمصر فى حربها عندما بدأت فى أكتوبر 1973 فى أثناء زيارته لبريطانيا، واقترض حينها مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتى لمصر فى أثناء حربها، لاسترداد الأرض التى سلبها العدو الصهيونى فى أكتوبر 1973، وكان دائمًا يعلن بأن النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى.

وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس محمد أنور السادات، فى أثناء زيارته للقاهرة، وكان السادات دائما يرى فى الشيخ زايد الحليف الوفى، وحلقة الوصل المباشرة بين القادة العرب، لا سيما بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، حيث توترت علاقات مصر ببعض الدول العربية بعد قمة بغداد، وظل موقف الشيخ زايد ثابتا على دعمه لمصر، وقال جملتهُ الشهيرة: “لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية”.

وفى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ ربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما بلغ حجم التبادل التجارى بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطنى، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر 10 مليارات دولار عام 2010 فى قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول فى مصر.

لم ينقطع دعم الإمارات لمصر على مدار الزمن، وكان آخر دعم قدمته بعد 30 يونيو، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التى أيدت الثورة المصرية، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، فى إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار.

كما واصلت دعمها للاقتصاد المصرى بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013، بقيمة 4 مليارات و900 دولار، شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، إضافة إلى المشاركة فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية فى قطاعات اقتصادية أساسية فى مصر، من بينها بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب، وإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية فى 18 محافظة، وبناء 100 مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات فى مجالات الصرف الصحى والبنية التحتية.

ودائما كان يقول الشيخ زايد أن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء فى بحر ما قامت به مصر نحو العرب.

واليوم كرم الرئيس عبدالفتاح السيسى، حامد بن زايد آل نهيان، نجل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال فعاليات منتدى شباب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى