حصري

سيناريو انتهاكات الحوثي لحق الطفولة مستمر


موجة التحذيرات المحلية والدولية، تتصاعد بخصوص تجنيد الأطفال اليمنيين ضمن صفوف ميليشيا الحوثي الإرهابية، وإجبارهم على المشاركة بساحات المعارك وحمل السلاح وهم دون السادسة عشرة.

وقد حذر المسؤولون اليمنيون من أن الأطفال الذين يجري تجنيدهم من قِبل الميليشيا. سيصبحون مقاتلين متطرفين، وهو ما سيكون من شأنه زعزعة الأمن في اليمن والمنطقة وبقية العالم.

مقاطع فيديو جديدة

كما كشفت مقاطع فيديو مسربة عن وضع اليمنيين داخل المعسكرات الصيفية التي يديرها الحوثيون. حيث تقوم فيها الميليشيات الموالية لإيران بإخضاع الأطفال لأنشطة التحمل وتدريبهم على استخدام السلاح.

وفي نفس السياق، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحوثيين. بتجنيد الأطفال على نطاق واسع في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم من خلال المعسكرات الصيفية السنوية. حيث يغسلون أدمغة الأطفال ويعطونهم دروسًا عسكرية ثم يرسلونهم لاحقًا لقتال القوات الحكومية.

وكتب الإرياني سلسلة تغريدات عبر تويتر، قال فيها: إن “ميليشيات الحوثي تصعد تجنيد الأطفال وتدفعهم إلى الخطوط الأمامية وسط صمت دولي مفاجئ وغير مبرر. وفشل منظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل في لعب دورها في إدانة هذه الجريمة النكراء، ووقف القتل الجماعي لأطفال اليمن“. مع مشاركة مقطع فيديو “صادم” لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام يتدربون في أحد المعسكرات.

كما حذر الوزير اليمني من أن الحوثيين يستمرون في تأجيج العنف في اليمن وتقويض الجهود التي تتوسط فيها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية مستدامة في البلاد.

مخيمات الحوثي الصيفية 

ودشنت ميليشيا الحوثي الإرهابية مخيماتهم الصيفية السنوية للأطفال في الشهر الماضي. في المناطق المكتظة بالسكان الخاضعة لسيطرتهم، وسط تقديرات بانضمام الآلاف إلى المعسكرات.

وزعمت الميليشيا أن المراكز هدفها تعليم الأطفال قراءة القرآن بشكل صحيح. وتلقي الدروس الإسلامية، وتعليمهم كيفية مواجهة الأفكار الخاطئة من الغرب، فيما صدم اليمنيون بالواقع داخل هذه المراكز.

كما أظهرت مقاطع الفيديو المسربة من المخيمات الأطفال وهم يستعدون للقتال، ففي أحد مقاطع الفيديو، يقوم رجل حوثي في فصل دراسي بتعليم الأطفال في سن العاشرة كيفية استخدام بندقية من طراز AK-47. ويمكن رؤية الرجل وهو يسلم السلاح للأطفال، الذين يتناوبون على تجربته.

كما شوهد أطفال في مقاطع فيديو أخرى وهم يبايعون زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، ويتعهدون بمحاربة خصومهم داخل وخارج البلاد.

أثارت صور أطفال صغار يحملون الأسلحة أو يرددون شعارات الكراهية، غضبًا واسعًا بين اليمنيين الذين طالبوا بمعاقبة الحوثيين لانتهاكهم المواثيق الدولية لحماية الطفل واستغلال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لتضخيم صفوفهم بالمقاتلين الشباب.

الأطفال الأكثر تضررًا 

وفي تصريحات قال الخبير الحقوقي إيهاب سلام، المتخصص في القانون الدولي والإنساني. إنه “دائما وأبدا يكون الأطفال والنساء والشيوخ هم الفئات الأكثر تضررًا جراء وجود أي نزاعات ذات طابع مسلح داخل أي إقليم، وهو ما يحدث على أرض الواقع ومنذ سنوات فى مناطق جغرافية عدة داخل اليمن”.

وأضاف سلام: أن الأطفال هم أكثر الفئات تضررًا، وعلى عدة مستويات فمن ناحية دفعهم، بل وإجبار بعضهم على حمل السلاح والمشاركة في عمليات قتالية ومصرع وإصابة العديد منهم. وأيضا لتردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير باليمن أصبح  خروج الأطفال إلى سوق العمل ضرورة للكثير من العائلات والأسر. وتأثير هذا الأمر على حقوق جوهرية هامة للأطفال من بينها حقهم فى استكمال تعليمهم وتمكينهم من الرعاية الصحية الملائمة. 

وتابع: “إجمالا المشهد اليمني في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي وسيطرة ميليشيا الحوثي على الأمور لها أثر بالغ السوء علي حقوق الأطفال باليمن”. لافتًا إلى أنه “على جانب آخر انحصرت اهتمامات المجتمع اليمنى على احتياجات تبدو لهم أهم من الحديث عن حقوق الأطفال والانتهاكات التي يتعرضون لها”.

الحوثي يدفع الأطفال لجبهات القتال

فيما قالت الناشطة اليمنية نادية عبدالله: “هذا الحوثي يعلم الطلاب استخدام الأسلحة لدفعهم إلى الجبهات”. فيما وصف الصحفي اليمني أحمد المصبلي معسكرات الحوثي الصيفية بـ”القنابل الموقوتة” التي أعدت البعض لقتل آخرين وخدمة أجندات إيران في اليمن. وكتب على تويتر “لسوء الحظ، لا تزال هناك أطراف داخل وخارج البلاد لا تدرك جيدًا خطورة المشروع التوسعي الإيراني”.

كما قال أحمد القرشي، مدير منظمة سياج لحماية الأطفال، إن “تجنيد الأطفال في اليمن تسارع خلال الأشهر القليلة الماضية. على الرغم من الهدنة والجهود المكثفة للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب”. وحذر من أن الأطفال المجندين اليوم سيصبحون مقاتلين قدامى يقوضون الأمن الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى