مجتمع

صلاة تراويح بـ«تايمز سكوير» وموائد إفطار مشتركة.. شهر رمضان في أمريكا


تحرص الجاليات الإسلامية في العديد من المدن الأمريكية خلال شهر رمضان على إضفاء أجواء روحانية على نمط حياتهم.

تشمل هذه الأجواء أداء الشعائر الدينية مثل الصلاة وقراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى المشاركة في بعض الفعاليات التي تعكس بشكل أو بآخر تعاونهم وتعايشهم السلمي مع الفئات الأخرى في المجتمع الأمريكي

وكغيرهم من المجتمعات المسلمة حول العالم يصوم المسلمون في الولايات المتحدة، خلال الشهر الفضيل عن تناول الطعام والشراب، بدءا من أذان الفجر حتى غروب الشمس كل حسب التوقيت المحلي لولاياتهم.

وكعادتها تتسابق مئات المساجد والمراكز الإسلامية بلا استثناء خلال شهر رمضان المبارك، على فتح أبوابها، وتعزيز وتكريس قدراتها وإمكانياتها على أوسع نطاق طوال ساعات اليوم أمام حشود المصلين والصائمين لتسهيل أدائهم لصلاة الجماعة وصلاة التراويح وقيام “الليل” حتى الساعات الأولى من الفجر، وقراءة القرآن الكريم إلى جانب تنظيم المحاضرات والبرامج الدينية والفعاليات التربوية الإسلامية للأطفال وغيرهم من البالغين.

وفي العديد من المدن الأمريكية، لا تعد المساجد والمراكز الإسلامية، الأماكن الوحيدة لتوجه المسلمين للصلاة والتجمع، بل ينظم المسلمون بالتنسيق مع الإدارات التنظيمية الرسمية في مدنهم فعاليات رمضانية متميزة وعلى سبيل المثال أقيمت هذا العام فعالية أول صلاة تراويح في المركز الديني الأمريكي الذي يبعد نصف ساعة عن العاصمة واشنطن حيث اجتمع حشد كبير من المصلين في ساحته الخارجية وباحته وبعد إتمام الصلاة تضرعوا بالدعاء إلى الله تعالى.

وتكرر المشهد بمدينة نيويورك حيث أدى عشرات المسلمين مساء يوم الأحد الماضي أول صلاة تراويح من شهر رمضان المبارك في ميدان “التايمز سكوير” الذي يعد أحد أبرز رموز مدينة نيويورك “أكبر المدن الأمريكية”.

ويعد تناول وجبة الإفطار بعد غروب الشمس، وقتا مهما للصائمين في الولايات المتحدة وينعكس ذلك بوضوح في المناطق التي تسكنها أغلبية مسلمة حيث سرعان ما يلحظ المرء هدوءا غير مألوف في حركة السير في الشوارع وحركة التواجد في المرافق العامة خلال فترة تناول الإفطار.

ويفضل العديد من المسلمين تناول وجبات الإفطار اليومية المشتركة على مائدة الأسرة، أو مع لفيف الأصدقاء والمعارف، سواء في منازلهم أو في المطاعم التي تقدم وجبات الحلال المتميزة.

وفي الشهر الفضيل تنشط المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من المدن الأمريكية خاصة الكبرى منها، مثل مدينة نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس ودالاس وديربون ديترويت ومنيابلس هيوستن والعاصمة واشنطن وغيرها في تنظيم الفعاليات الرمضانية وموائد الرحمن ومآدب الإفطار المشتركة، ليتبادل خلالها المسلمون ما طاب من الأطعمة الرمضانية المتميزة خاصة الشعبية منها التي تعكس مأكولات وأطباق مجتمعاتهم في بلدانهم الأصلية، سواء في مناطق الشرق الأوسط أو جنوب آسيا والقارتين الأفريقية والأوروبية، ويتم في العديد من المناسبات دعوة أفراد من غير المسلمين لتجربة الإفطار وتبادل الثقافات في إطار من التسامح والتعايش المشترك.

ويعد هذا الشهر الفضيل مميزا لدى المسلمين في الولايات المتحدة في مجالات العمل الإنساني المتعددة، فإلى جانب تشجيعهم على التبرع بالأموال والطعام والمساعدات الإنسانية وتقديم الصدقات، ينضم العديد منهم للمجموعات والفعاليات التي تشكل مع بداية كل شهر فضيل لتنظيم الحملات والمبادرات الخيرية الإنسانية التي يستهدف ريعها الفقراء والمحتاجين ودعم المشاريع والأعمال الخيرية والاجتماعية والمتضررين من الكوارث سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى