صيام المريض النفسي
يظل صيام المريض النفسي في شهر رمضان الكريم قصة محيرة للكثيرين، فهل من الأفضل أن يصوم أم يفطر؟ ومن يتخذ هذا القرار المهم؟.
لا يدرك البعض أن صوم المريض النفسي قد يؤثر عليه سلبا نتيجة العديد من التغييرات الفسيولوجية التي تحدث بالجسم وتؤثر بدورها على الأدوية النفسية الموصوفة لحالته.
لذا فقرار صيام المريض النفسي لا يصح أن يكون جماعيا ويجب أن تخضع كل حالة لتقييم الطبيب المعالج على حدة، وهو من يقرر الصوم أم الإفطار الأفضل للسائل.
تأثير الصيام على المريض النفسي
الدكتور محمد الوصيفي، أستاذ واستشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان والنوم بكلية الطب جامعة المنصورة، تحدث عن تأثير الصيام على المريض النفسي.
وقال الوصيفي لـ”العين الإخبارية”، إن الصيام يؤدي إلى حدوث تغييرات فسيولوجية عديدة بالجسم تؤثر على الأدوية النفسية التي يتناولها المريض، ومن ثم على المرض النفسي ذاته.
عدد الطبيب المختص جانبا من تأثير الصوم على المريض النفسي كالتالي:
1- الامتناع عن الطعام لفترات طويلة يؤثر على عملية الأيض والتمثيل الغذائي والتي تتم داخل الكبد، وبالتالي يؤثر على الأدوية التي تمر به مثل الديباكين.
2- الامتناع عن الشرب قد يسبب مشكلات مثل الجفاف، وبالتالي يغير نسبة تركيز الدواء بالجسم؛ خاصة الأدوية التي تعتمد في إخراجها على الكلى، مثل عقار الليثيوم.
3- تغيير الساعة البيولوجية والنظام اليومي ومعدل النوم اليومي قد يؤدي لتفاقم بعض أعراض الأمراض النفسية مثل الهوس.
4- تغيير معدلات شرب القهوة (الكافيين) والتدخين تؤثر على تركيز بعض الأدوية بالدم.
5- درجات الحرارة المرتفعة في بلدان عدة تزيد من خطورة جفاف الجسم.
6- عدم القدرة على تناول الأدوية في مواعيدها المحددة نتيجة الصيام.
7- تغيير درجة حامضية المعدة وبالتالي معدل امتصاص بعض الأدوية.
أوضح الطبيب المختص أن ليس لدينا عدد كاف من الدراسات تجيب بشكل قاطع عن سؤال كيف نتخذ قرار الصيام من عدمه؟، معتبرا أن الإجابة المناسبة يحصل عليها كل مريض من طبيبه المعالج.
وذكر أن الطبيب المعالح يعتمد في قراره على عدة أشياء، أهمها:
– التاريخ المرضي للمريض، ومعدل حدوث انتكاسات خلال العام، وارتباط تلك الانتكاسات بالصيام في السنوات السابقة أم لا.
– تقدير الخطورة والفائدة المترتبة على قرار الصيام، فمن فوائد الأخير للمريض الطاقة الروحية، وإحساسه بأنه مثل غيره، وأنه قادر على الصيام مثل غيره، والخطورة تكمن في احتمالية حدوث انتكاسة وتدهور للمرض النفسي.
نصائح عامة للمريض النفسي في رمضان
قدم الدكتور محمد الوصيفي عددا من النصائح العامة للمرضى النفسيين في رمضان، أبرزها:
1- قرار الصيام أو الإفطار هو قرار مشترك يجب أن تتخذه مع طبيبك النفسي.
2- أثناء الصيام يرجى مراجعة الطبيب عند حدوث بوادر أعراض انتكاس مثل كثرة الكلام، وقلة النوم عند مرضى الهوس.
3- للمرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والذهان ينبغي مراقبة الأعراض الجانبية، مثل جفاف الفم والجفاف، وأعراض الارتباك خاصة لدى كبار السن.
4- يمكن تغيير الخطة العلاجية قبل رمضان بفترة لبعض الأدوية ذات المفعول الطويل التي تؤخذ مرة أو مرتين يوميا.
5- شرب الكثير من المياه والسوائل خلال الفترة من الإفطار للإمساك.
6- مراقبة درجة حرارة الجسم ومراجعة الطبيب عند ارتفاعها.
7- يفضل الامتناع عن الكحوليات والقهوة والتبغ تدريجيا قبل بدء شهر رمضان.
8- لا توقف الدواء أو تغيره أو تغير جرعته دون استشارة الطبيب المعالج.