علاج الضغط النفسي بطريقة غير تقليدية: الصراخ في أعماق الماء

في السنوات الأخيرة، برزت أساليب علاجية غير تقليدية تهدف إلى التعامل مع الضغوط النفسية بطرق أكثر تحررا من قيود العلاج التقليدي.
ومن الأساليب العلاجية غير التقليدية للضغوط النفسية ما يعرف بـ”العلاج بالصراخ في الماء”، وهو مزيج بين تقنيات التفريغ العاطفي بالصراخ، والخصائص المهدئة للعلاج المائي. وفي هذا التقرير، نستعرض الخلفية العلمية والفسيولوجية. لهذا النوع من العلاج بالاستناد إلى أبحاث ودراسات حديثة.
-
الحمى النفسية: الأعراض الخفية التي قد تؤثر على حياتك اليومية
-
ما هي أعراض الصداع النفسي والأسباب وطرق العلاج والوقاية؟
ويُعد الصراخ وسيلة قديمة للتنفيس العاطفي. وقد أُدرج في برامج العلاج النفسي منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال ما يسمى بـ”علاج الصراخ البدائي” ، الذي طوره الطبيب النفسي آرثر جانوف.
وفي دراسة نشرها موقع “بي بي سي”، أشار المعالجون إلى أن الصراخ يمكن أن يُساعد بعض الأشخاص على الشعور بالارتياح والتنفيس عن الغضب أو الحزن المكبوت. لكنه قد يكون غير مناسب للجميع، وخاصة إذا ارتبط بتجارب صادمة سابقة.
ومن ناحية أخرى، أشار تقرير في صحيفة “ذا جارديان” إلى أن بعض علماء النفس يرون أن الصراخ قد يُنشط استجابة “القتال أو الهروب” عبر رفع مستويات هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. ما قد يفاقم مشاعر التوتر بدلا من تهدئتها إذا لم يكن الصراخ موجها بشكل صحيح.
الفوائد النفسية والجسدية
يُعرف العلاج بالماء (الهيدروثيرابي) بقدرته على تهدئة الجهاز العصبي .وتقليل القلق والتوتر من خلال تأثيره الحراري والفيزيائي على الجسم.
في دراسة تحليلية نُشرت عام 2024 في مجلة “كرنت سيكولوجي”. وجد الباحثون أن العلاج بالماء والمياه المعدنية ساهم في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب لدى مجموعات متعددة من المرضى. حيث ساعدت خصائص الماء على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ.
-
خطر صامت: التوتر المزمن وتأثيره على الدماغ والذاكرة
-
من الخوف إلى الراحة.. خطوات للنوم بسهولة رغم الفوبيا الليلية
كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة “العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية” عام 2019، أن العلاج بالماء الدافئ مع التدليك حسن التوازن .وخفف الألم لدى مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية.
الصراخ في بيئة مائية .. الجمع بين العنصرين
ورغم عدم وجود دراسات علمية مباشرة حتى الآن تبحث تحديدا في “الصراخ في الماء”. إلا أن الجمع بين التفريغ العاطفي بالصراخ وبيئة الماء قد يقدم نموذجا مثيرًا للتجربة العلاجية.
فمن الناحية النفسية، يُعد الصراخ شكلا من أشكال التعبير العاطفي القوي. ويمكن أن يساعد في معالجة مشاعر مكبوتة.
ومن الناحية الجسدية، يوفر الماء عزلة صوتية جزئية تقلل من الإحراج .وتسمح للصراخ أن يكون أكثر حرية دون إصدار ضوضاء مزعجة للآخرين.
ومن الناحية العصبية، يُساعد الماء على خفض نشاط الجهاز العصبي الودي . مما يعزز الشعور بالراحة بعد الصراخ.
ويعتقد أن الدمج بين هذين النهجين، إذا طُبق بشكل منظم وتحت إشراف مختصين نفسيين، قد يكون وسيلة فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط العاطفية. خاصة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعرهم.