سياسة

في ظروف غامضة.. تصفية نجل عبدالله السنوسي


عُثر على نجل عبدالله السنوسي رئيس المخابرات في عهد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي. مقتولا في مدينة سبها الليبية، وسط تضارب الأنباء حول ملابسات تصفيته.

وكشفت مواقع إعلامية ليبية أن جثة إمحمد السنوسي كانت تحمل آثار طلقات نارية في أماكن متفرّقة من جسده. فيما أفادت قناة “ليبيا الأحرار” بأن أقارب القتيل أكدوا أنه تلقى عدة طعنات أودت بحياته خلال شجار مع أحد أبناء عمومته.

وأفاد نشطاء ليبيون استنادا إلى شهادات عائلية بأن “نجل عبدالله السنوسي لقي حتفه على يد ابن عمه (م. ح) بأداة حادة خلال مشاجرة بينهما في سبها”. مشيرين إلى أن أعيان قبيلة المقارحة التي ينحدر منها الضحية والجاني يتحركون الآن لتسليم القاتل.

وظهر نجل السنوسي آخر مرة في ديسمبر، مطالبا الحكومة الليبية بالإفراج عن والده ورفاقه ومهددا في الآن ذاته بإغلاق كافة المؤسسات الحكومة في جنوب ليبيا في حال عدم استجابتها لطلبه.

ويقبع السنوسي الذي كان الرجل الثاني في نظام القذافي في سجن بطرابلس منذ العام 2012 بعد أن سلمته موريتانيا إلى ليبيا عقب فراره إليها.

وينتمي الرئيس الأسبق للمخابرات الليبية إلى قبيلة المقارحة وهي إحدى أكبر القبائل الليبية. وتتعلق به تهم عديدة من بينها ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية. ومحاولة قمع الثورة التي اندلعت ضد القذافي في 17 فبراير 2011.

وتأتي قضية “مذبحة سجن أبو سليم” على رأس القضايا التي يحاكم فيها عبدالله السنوسي بصفته أبرز المتهمين مع منصور ضو رئيس الحرس الخاص. للقذافي وعدد من المسؤولين في النظام السابق. 

وأجلت محكمة استئناف طرابلس في 15 مايو الجاري النطق بالحكم في القضية إلى 5 يونيو المقبل للمرة الثانية خلال أسبوع بسبب عدم حضور المتهم للجلستين.

واتّهم محامي السنوسي في تصريحات إعلامية السلطات الليبية بعرقلة محاكمة موكّله من خلال عدم جلبه مع بقية المتهمين خلال الجلسات الثلاث الأخيرة. مشيرا إلى أن القضية باتت خارج سيطرة المحكمة.

بدورها وصفت عائلة عبدالله السنوسي التي تقود جهودا للإفراج عنه محاكمته  بـ”غير عادلة” و”مسيّسة”، معتبرة أنها “لا تستند إلى أي أساس قانوني”. داعية إلى تركها الأمر لنزاهة القضاء الليبي. كما حذرت من حرمانه من أبسط حقوقه مثل الزيارات. بينما وصفت الإهمال الطبي الذي يتعرض له في سجنه بـ”القتل البطيء.

وناشدت في بيان أصدرته مؤخرا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للاضطلاع بمسؤوليتها. تجاه حمايته وتوفير الرعاية الصحية له وضمان محاكمته محاكمة عادلة.

وكانت قبيلة المقارحة قد حذرت في وقت سابق الدبيبة من تسليم السنوسي إلى الولايات المتحدة بعد أن وصلتها معلومات تفيد بذلك. على غرار الضابط السابق أبوعجيلة مسعود المتهم بأنه شريك الراحل عبدالباسط المقرحي المتهم الوحيد في قضية لوكربي. رغم أنه تم غلق ملفها على أساس التسوية التي حدثت في عهد القذافي.

وطالبت القبائل الليبية في وقت سابق حكومة الدبيبة بالافراج الفوري عن أربعة من رموز النظام السابق هم عبدالله السنوسي وعبدالله منصور. الذي ينحدر من قبيلة “‘أولاد سليمان” وأحمد إبراهيم ومنصور الضو الذي ينتمي إلى قبيلة ‘القذاذفة’.

وكشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية في تقرير سابق عن مفاوضات لإطلاق سراح السنوسي. مشيرة إلى أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة. تستثمر ورقة رموز نظام القذافي لتحقيق أهداف سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى