الشرق الأوسط

قيادي فلسطيني يتساءل: أين عباس من موافقة قطر على صفقة القرن؟


تساءل المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح عن سبب صمت القيادة الفلسطينية تجاه موافقة قطر على صفقة القرن الأمريكية، في سياق البيان الختامي للحوار الاستراتيجي الثالث بين واشنطن والدوحة.

وقال القيادي، وهو ديمتري دلياني، في بيان: عقدت الولايات المتحدة الأمريكية وقطر حوارا استراتيجيا في واشنطن يومي 14 و15 أيلول الجاري، ترأس جلسته الافتتاحية كل من مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، ومحمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطر، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

وأضاف: تم خلال هذه الاجتماعات عقد عدة اتفاقيات جميعها بتمويل قطري سخي، ومنها توسيع قاعدة العُديد الجوية الأمريكية، ومواءمة إجراءات تشغيلها مع معايير (الناتو) بهدف زيادة الطاقة التشغيلية للولايات المتحدة وقوات التحالف (مثل تركيا) المقيمة في الدوحة…كما تم الاتفاق على برنامج مبيعات عسكرية أمريكية للدوحة بقيمة 26 مليار دولار أمريكي.

وربما من بين عشرات الاتفاقيات على نفقة المواطن القطري كان هناك مشاركة واحدة بالنفقات من الجانب الأمريكي وهي ابتعاث اثنين من باحثي (فولبرايت الأمريكية) للدوحة لإجراء بحث حول الهيدرولوجيا ومرض الزهايمر في الفصل الدراسي المقبل، بحسب دلياني، الذي اعتبر أن أخطر ما بالإعلان هي فقرة تتحدث عن اتفاق قطر والولايات المتحدة للعمل على تحقيق رؤية ترامب لحل الصراع في الشرق الأوسط.

وقال القيادي الفلسطيني: رؤية ترامب هي صفقة القرن.. وبذلك تُصبح قطر أول دولة عربية وإسلامية تقبل، بل تتعهد بالعمل على تمريرها، وهذا بالنسبة للولايات المتحدة موقف أكثر تقدماً من موقف بنيامين نتنياهو الذي قَبل الصفقة لكن لم يقدم تعهدات بالعمل على تمريرها.

وتابع: مرت عدة أيام على نشر تفاصيل المحادثات والاتفاقيات الأمريكية القطرية ولم أسمع عن انتقاد رسمي فلسطيني أو تركي مثلاً لقبول الدوحة ودعمها صفقة القرن!! بل سمعنا عن تبرير للعلاقات التركية الإسرائيلية من قبل موسى أبومرزوق، الذي يستعد لترشيح نفسه لرئاسة المكتب السياسي لحماس، مضيفا: حين أتت قطر ونسفت هذه مطالب الوطنية الفلسطينية وتعهدت بأن تعمل على تحطيم الحقوق الوطنية في وثيقة رسمية بتوقيع وزير خارجيتها ونائب رئيس وزرائها لم يُعلّق أحد!!.. لم ينتقد أحد، لم نشهد من المتحمسين على شاشات التلفاز يصرخون في وجه التنازل القطري.

وذكر: لم نر الإعلام الإسرائيلي يسكب الزيت على النار، لم يخرج من أمناء عامين الفصائل المنسية بحماسة كلام غير محسوب للتعبير عن حرقته وللتذكير بوجوده، لا شيء وكأنه يوم عادي حيث إن الصمت المريب ما زال سيد الموقف!.

وتساءل دلياني عن سبب عدم خروج القيادة الفلسطينية أو محمود عباس أبومازن في بيان دبلوماسي يرفض التعاون القطري الأمريكي لتمرير هذه الرؤية التي تهدف إلى تصفية قضية بلاده، مطالباً على الأقل باستدعاء السفير الفلسطيني في الدوحة كخطوة احتجاجية.

ولم تعلق القيادة الفلسطينية رسميا على ما ورد في البيان الثنائي الأمريكي-القطري.

ومع ذلك فقد وجه القيادي في حركة فتح منير الجاغوب وأمين عام حزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بسام الصالحي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد بانتقادات إلى البيان الأمريكي –القطري.

وفي التاسع من فبراير الماضي، أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده باشرت برسم الخرائط لضم الأراضي في الضفة الغربية، بحسب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، المعروفة إعلامياً بـصفقة القرن.

لكن منذ أغسطس الماضي نجح الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية في إيقاف فوري لخطة الضم، التي كانت ستبتلع مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى