هكذا تفوقت روسيا في أوكرانيا
لا يحتاج الأمر لتدقيق كبير لمعرفة سر التقدم الذي حققته روسيا في أوكرانيا، ففي تفاصيل الجبهات يوجد حاضر دائم اسمه «إله الحرب»، وهو اللقب الذي أطلقه ستالين على المدفعية.
وبحسب صحيفة تليغراف البريطانية، فإن القلق الحقيقي ينبع من المدفعية والطائرات المسيرة، وليس من الأسلحة الفضائية.
وقالت الصحيفة إن هذه الأسلحة مكنت القوات الروسية من التقدم وأجبرت أوكرانيا على التراجع إلى الخلف عن مواقعها على خطوط القتال.
وبحسب الصحيفة، فقد نشر الجيش الروسي آلاف مدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ التي يستخدمها نصف مليون جندي من الجيش الروسي في أوكرانيا على طول خط المواجهة بين البلدين البالغ طوله 600 ميل.
“إله الحرب”
وبفضل الاستخدام المكثف للمدفعية، التي لقبها ستالين بـ”إله الحرب”، قام الجيش الروسي بتدمير القوات الأوكرانية بشكل منهجي في مواقعه ثم دفعها إلى الغرب.
وترى الصحيفة أن “الأسلحة الفضائية” الغريبة عادة ما تكون بغرض التباهي، لكن المدفعية على الأرض التي هي ما يدمر الحصون ويكسب الحروب، ويزعزع استقرار التحالفات.
وسمحت المدفعية وملايين القذائف لروسيا بالمضي قدماً في الهجوم في أوكرانيا، وتدمير المواقع الأوكرانية بشكل منهجي قبل إرسال الدبابات والمشاة لدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع.
ودمرت المدفعية مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وأجبرت الحامية الأوكرانية في النهاية على التراجع في نهاية الأسبوع الماضي.
وإذا استمر الأوكرانيون في التراجع، فسيكون ذلك لأن روسيا تتمتع بميزة مدفعية بنسبة خمسة إلى واحد.
رغم الدعم
تمكنت القوات الروسية من إفشال “الهجوم المضاد” الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف “الناتو” وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف.
كما دمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها، دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف شمال الأطلسي “الناتو“، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.
وخلصت الصحيفة إلى أن هناك الكثير الذي يمكن لواشنطن على وجه الخصوص أن تفعله لمحو تفوق المدفعية الروسية ووقف التقدم الروسي الأخير في أوكرانيا.
ولفتت إلى أن ذلك يمكن أن يحدث عبر إنهاء الجمهوريين حصارهم المستمر منذ أربعة أشهر لمزيد من المساعدات الأمريكية، وإرسال مئات الآلاف من القذائف والصواريخ إلى مدافع الهاوتزر وبطاريات الصواريخ الأوكرانية.