سياسة

هل ساهمت إسرائيل في إنشاء الحركة الإسلامية؟

وثائق تفضح العلاقة التاريخية بين حماس وبريطانيا


كشفت وثائق بريطانية سرّية مفرج عنها أخيراً عن زيارة اثنين من قيادات حركة (حماس)، وهما محمد نزال وإبراهيم الغوشة للممثلية البريطانية في العاصمة الأردنية عمّان، واستقبالهما من قبل السفير البريطاني في 10 شباط (فبراير) 1993، ممّا يعكس العلاقة التاريخية الوطيدة  بين لندن وحركة (حماس) الفلسطينية. 

ووفق التقرير السرّي المرسل من قبل السفارة البريطانية بعمّان إلى مرجعيتها في لندن، فإنّ عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية أسعد عبد الرحمن اتصل هاتفياً بالسفير البريطاني، طالباً منه موعد لقاء لمناقشة موضوع استقباله ممثلي حركة (حماس) في 10  شباط (فبراير) 1993، وفق ما نقلت صحيفة (الإندبندنت).

وأوضح التقرير أنّ أسعد عبد الرحمن قال خلال لقائه مع السفير البريطاني في منزله: إنّه تلقى اتصالاً هاتفياً غاضباً من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أبدى فيه قلقه وغضبه من لقاءات بين ممثلي (حماس) في الأردن وعدد من السفارات الغربية”.  

وتستعرض وثيقة أخرى صادرة من مكتب وزارة الخارجية البريطانية في 4 شباط (فبراير) 1993 ومرسلة من لندن إلى السفارة البريطانية في واشنطن، عدد أنصار حركة (حماس) في بريطانيا، ودورهم في دعم الحركة وعملياتها العسكرية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

كما تتحدث الوثيقة بأنّ أنصار (حماس) في المملكة المتحدة أكبر بكثير من أنصار الجماعات الإسلامية الفلسطينية الأخرى، ويعتقد أيضاً أنّ هناك ربما (100) عضو نشط. وهم يتمتعون بدعم قوي في أوساط الجالية الفلسطينية الكبيرة في مانشستر، وبين الطلاب الذين أصبحوا ساخطين على الخط الأكثر اعتدالاً الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك”.    

وتتابع الوثيقة أنّ بعض الأعضاء يشاركون في تنسيق جمع التبرعات للانتفاضة، وهذا يشمل التجمعات في المساجد وبين مجتمع الطلاب. ويجري تحويل هذه الأموال إلى الأراضي المحتلة من خلال المنظمات الخيرية، ويفترض أنّها مخصصة للاستخدام الإنساني، ويبدو أنّ المؤيدين هنا لا يتلقون أيّ توجيه من الخارج سوى الوعظ الديني العام للإخوان المسلمين المستوردين وأدب (حماس) المتاح لهم”.

وتؤكد الوثيقة أنّه “لا توجد معلومات لإثبات الادعاءات الإسرائيلية بأنّ قادة (حماس) في المملكة المتحدة يديرون العمليات الإرهابية في فلسطين. ويبدو أنّ أنصارهم هنا يركزون على النشاط الدعائي، وجمع التبرعات. ولا يوجد أيّ دليل على أنّهم معنيون بصورة مباشرة بأيّ أعمال عنف ترتكب في أراضي السلطة الفلسطينية، لقد جرى بالطبع توجيه هذه النقاط مباشرة إلى الإسرائيليين الذين جرت دعوتهم لتقديم أدلة تثبت ادعاءاتهم”.

وتجيب الفقرة الثانية من تقرير دبلوماسي مرسل في 4 كانون الثاني (يناير) 1993 من قبل وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في بريطانيا إلى السفارة البريطانية في القدس على استفسار السفارة حول مدى صحة دعم إسرائيل لحركة (حماس).

وأوردت إحدى الوثائق مقتطفات عن علاقة إسرائيل مع (حماس)، مؤكدة: “في ما يتعلق بالدعم الإسرائيلي لـ (حماس)، لا أعرف، ولا أيّ شيء يؤيد هذا الدعم بصورة قاطعة. كل ما أملكه هو تكهنات صحافية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة (ميد إيست ميرور) في 8 أيلول (سبتمبر) 1988، التي استشهدت بمقال ليهودا الليطاني في صحيفة (جيروزاليم بوست) حول (حماس).

ويقال إنّ هذا يشير إلى أنّ التشجيع الإسرائيلي السابق للأصوليين قد أدى إلى ظهور وحش التطرف. وفي اليوم التالي، وفي صحيفة (فايننشال تايمز) قال أندرو وايتلي، في مقال عن (حماس): إنّ إسرائيل في الأقل في السبعينيات شجعتها ضمنياً في غزة، كثقل موازن لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف أنّ بعض الفلسطينيين يشتبهون في أنّ (حماس) تخدم أهدافاً إسرائيلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى