سياسة

وزير الدفاع الإسرائيلي يتعهد بتجويع حماس حتى انهيارها


قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت إن إسرائيل ستضمن أن المساعدات التي ستصل عن طريق البحر إلى قطاع غزة لن تصل إلى حركة حماس، بل “ستسرّع انهيارها”.

وأدلى غالانت بتصريحه بعد جولة قام بها على شاطئ غزة لتفقّد الاستعدادات الجارية لبناء رصيف بحري عائم تحمل مواده سفينة أميركية للدعم اللوجستي أبحرت من الولايات المتحدة، ويتوقّع أن تستغرق عملية البناء ستين يوما.

وقالت غالانت على منصة إكس “وصلت صباح اليوم إلى شواطئ غزة لأطلع عن كثب على الاستعدادات الجارية لبناء الرصيف البحري وكان لدي انطباع بأن المساعدات البحرية ستساعد على تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للحرب وهي انهيار حكم حماس. سوف نكون حريصين على أن تذهب المساعدات إلى من يحتاجونها وليس إلى من لا يحتاجونها”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله خلال الجولة “سنقوم بإيصال المساعدات عبر طريق بحري يتم تنسيقه مع الولايات المتحدة في الجانبين الأمني والإنساني وبمساعدة الإمارات في الجانب المدني وإجراء التفتيش المناسب في قبرص، سنجلب مساعدات تستوردها منظمات دولية بمساعدة أميركية”.

وتستمر الحرب في غزة منذ خمسة أشهر ويجري العمل على زيادة إدخال المساعدات الإنسانية التي تصل شحيحة إلى السكان المدنيين المتضورين جوعا والمهدّدين بالمجاعة عشية رمضان في القطاع المحاصر.

وفيما لا تسمح إسرائيل بدخول أعداد كافية من شاحنات المساعدات عن طريق البر ويعيق الدمار الهائل وصولها إلى الشمال حيث تشتد الحاجة إليها، ألقيت طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بالمظلات على مدى الأسابيع الماضية، لكن الأمم المتحدة تعتبر ذلك غير كافٍ.

وتستعدّ أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات للانطلاق من لارنكا في قبرص في اتجاه قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إنه من المتوقع أن تغادر السفينة “خلال الساعات المقبلة”.

وهذه الرحلة منفصلة عن المشروع الأميركي لبناء الرصيف العائم، وتتم بتنسيق أوروبي عربي مع منظمات غير حكومية.

وتأتي تصريحات غالانت بينما يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الأحد، في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي تعبئته لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والمهدّدين بالمجاعة عشية رمضان في القطاع المحاصر.

في اليوم السادس والخمسين بعد المئة للحرب وفيما فشلت جهود التوصل إلى هدنة بحلول شهر رمضان الذي يبدأ الاثنين في معظم الدول الاسلامية، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى 31045، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وفي مدينة رفح الجنوبية، قال مؤمن أحمد “توقّعنا أن يأتي أول يوم رمضان ونعود إلى منازلنا وأن تكون الحرب قد انتهت، لكن ماذا نفعل؟ كما ترون… القصف مستمرّ منذ الصباح!”، مضيفا أن إحدى الغارات استهدفت سيارة وأوقعت ضحايا.

وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة “كان من الأفضل لو تمّ التوصل إلى اتفاق” قبل بدء رمضان، لكن “سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة” بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.

اسقاط المساعدات جوا غير كاف وغير عملي
اسقاط المساعدات جوا غير كاف وغير عملي

وتبادل الجانبان الاتهامات بالفشل بعد أن طالبت إسرائيل بقائمة بكامل أسماء الرهائن الأحياء الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، ودعت حماس إسرائيل إلى سحب جميع قواتها من غزة وبوقف إطلاق نار دائم.

واتهمت إسرائيل حماس “بالتشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان”.

وخلال شهر الصوم، ستتجّه الأنظار أيضا نحو المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة الذي يشهد عادة صدامات ومواجهات خلال فترات التوتر والحروب.

وتعهّدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس بعد هجوم الحركة الإسلامية الفلسطينية غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي الذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا في إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 249 من جنوده قتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد مقتل جندي خلال الساعات الماضية. ويقول الجيش إنه قتل أكثر من عشرة آلاف مسلح منذ بدء الحرب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن إسرائيل تستعد “لجميع السيناريوهات المحتملة” خلال شهر رمضان.

وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على غزة، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية قادمة من القطاع الفلسطيني المدمّر، أحصى المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة 25 شخصا توفوا حتى الآن “غالبيتهم أطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف والمجاعة”.

وفي مدينة غزة، قالت براق أبهر وهي تحمل طفلتها الباكية بين ذراعيها “وصلت إلى حدّ أنني أرضع طفلتي الماء حتى لا تفقد حياتها. أنا مضطرة. ابنتي لا تشبع. لا توجد تغذية لا للأم ولا للطفل، ولا يوجد حليب. وإن توافر، فهو غال ويصعب الحصول عليه”.

والأحد، مثل كل يوم تقريبا منذ أسابيع، ألقيت طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بالمظلات. ونفّذ الجيش الأردني الأحد عملية إنزال مساعدات جديدة بمشاركة طائرات أميركية وفرنسية وبلجيكية ومصرية.

المجاعة تطرق بقوة أبواب غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي ومحاولة إسرائيل عرقلة وصول المساعدات عن طريق معبر رفح

لكنّ الأمم المتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوًّا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد إن المنظمة تمكنت السبت من تسليم “مستلزمات جراحة العظام والصدمات لـ 150 مريضا” .وبعض الوقود إلى مستشفيي الأهلي والصحابة في شمال القطاع. وكتب غيبريسوس على منصة “إكس” أن المستشفيين يعملان “بقدرات محدودة، ويفتقران إلى الغذاء والوقود والكوادر المتخصصة وأدوية التخدير والمضادات الحيوية وأجهزة التثبيت الداخلي”.

وقال “نحن بحاجة إلى الوصول المستمر والآمن إلى المرافق الصحية من أجل تزويدها بمستلزمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها وعلى أساس منتظم. أوقفوا إطلاق النار”.

وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون. مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب .ويتكدّس 1.5 مليون منهم في مدينة رفح في أقصى الجنوب قرب الحدود المغلقة مع مصر.

وفي إطار الممرّ البحري الإنساني .الذي يعمل على تجهيزه الاتحاد الأوروبي بمساندة بعض الدول العربية، تستعدّ أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات للانطلاق من قبرص في اتجاه قطاع غزة.

وأظهرت مواقع تتبّع السفن أن السفينة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) ما زالت في لارنكا مساء الأحد. ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إنه من المتوقع أن تغادر السفينة “خلال الساعات المقبلة”.

وأوضحت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية المشاركة في المشروع، أن السلطات الإسرائيلية فتّشت الشحنة السبت. وقالت إن المنظمة الشريكة لها .”وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) “لديها أشخاص في غزة” وتقوم “ببناء رصيف مؤقت” لتتمكّن من تفريغ البضائع لدى وصول الباخرة. ولكن تسليم المساعدات وإيصالها إلى من هم بأمس الحاجة لها يبقى تحديا هائلا في ظل المعارك والقصف الإسرائيلي المستمر في القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى