سياسة

الفشل الاقتصادي لإبراهيم رئيسي في إيران


بات عجز إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هو المادة الأساسية للصحافة “الإصلاحيين” فى إيران. حيث تستمر التقارير الكاشفة عن حجم مأساة التضخم وانهيار الاقتصاد في إيران. 

وترى الصحافة “الإصلاحية” في إيران أن الرئيس المتشدد رئيسي لا يمكن أن يكون لديه أي أعذار سياسية. خاصة وأن كل السلطة تتركز في أيدي المعسكر المحافظ الموالي للمرشد علي خامنئي.

وذكر كاتب العمود الاقتصادي ألبرت بوغوصيان في مقال نشرته صحيفة “اعتماد” اليومية الإصلاحية ، القراء بأنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 2017 عندما كان إبراهيم رئيسي وحسن روحاني هما المرشحين الرئيسيين، اقترح رئيسي إجراء نقاش مع روحاني “لوضع حد لإلقاء اللوم على الحكومات السابقة بسبب المشاكل الحالية.”

وقال الكاتب إنه على ما يبدو، أراد رئيسي الدفاع عن أداء الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد الذي سبق روحاني. ومنع الرئيس الحالي من إلقاء اللوم على أحمدي نجاد في أوجه القصور خلال فترة ولايته الأولى (2013-2017).

مشيرا أنه مع ذلك، مازال رئيسي يلوم سلفه روحانى على المشاكل الاقتصادية المستمرة في إيران.

وأكد الكاتب على أن الانهيار الاقتصادي في إيران يرجع إلى افتقار البلاد إلى نموذج نمو وخطة تنمية مستدامة.

كما أضاف أنه مع مثل هذه الخطة، لن يؤثر مجيء ومغادرة الحكومات المختلفة بشكل كبير على نمو البلاد، ولن تتصرف الحكومات المتعاقبة بشكل مختلف عن بعضها البعض.

وأشار المقال إلى أن إدارة رئيسي لم تقدم حتى الآن خطة استراتيجية، بعد تسعة أشهر من توليها مهامها.

وحسب لصحيفة “إيران إنترناشيونال” في نسختها الإنجليزية، فقد وصل الانهيار الاقتصادي في إيران إلى أسوأ مراحله، موضحة أن سعر كيلوجرام واحد من الأرز كان 300 ألف ريال (ما يعادل 1.20 دولار) في بداية ولاية رئيسي، لكنه أصبح الآن بـ 1100000 ريال (ما يعادل 4.40 دولار). 

وارتفع سعر كيلوجرام واحد من اللحوم من 1.300.000 ريال إلى مليوني ريال (8 دولارات). كما تم بيع أرخص سيارة إيرانية الصنع “برايد”، وهي موديل مدمج غير آمن في التسعينيات، مقابل 1.400.000.000 ريال عندما تولى رئيسي منصبه في أغسطس 2021. وأصبح سعرها يتجاوز 2.100.000.000 ريال (8400 دولار) الآن.

وبحسب بوغوصيان، يُظهر هذا الاتجاه في الأسعار أن رئيسي لم يكن قادرًا على تسخير ارتفاع التضخم، ولم يكن قادرًا أيضًا على تقديم خطة تنمية، ما زاد من سوء الوضع الاقتصادي.

كما تشير صحيفة “إيران إنترناشيونال” إلى الجمود الدبلوماسي في حل نزاعات إيران النووية وغيرها مع الولايات المتحدة، والتأثير الخطير للعقوبات الأميركية على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

ويرى غلام رضا بني أسدي فى مقال نشرته صحيفة “جمهوري إسلامي” اليومية المحافظة، أن رئيسي لم يتبع تعاليم الأئمة الشيعة في إدارة شؤون الدولة. متسائلاً: “كيف يمكن لمن يخلق المشاكل للناس باستمرار ويثير القلق في حياتهم اليومية أن يثبت أنهم من أتباع الإمام علي أول إمام المذهب الشيعي؟“، على حد اعتقاده. 

كما سأل بني أسدي دون تسمية رئيسي، ثم اتهم المسؤولين اليوم بالتباهي بخططهم قبل انتخابهم وإلقاء اللوم على الحكومات السابقة في مشاكل معيشة الشعب.

وأضاف كاتب “جمهوري إسلامي”: “بالطبع الحكومات السابقة مسؤولة جزئياً عن المشاكل ، لكن كل الطرق تركت مفتوحة أمامك لمعالجة المشاكل. فماذا حدث لكل تلك المزاعم حول هزيمة القوى العالمية؟

ووجه الكاتب حديثه إلى رئيسي، قائلاً: “مازلت تثير القلق في نفوس الناس والقوى العاملة حتى أسوأ من الحكومة السابقة. فهل هكذا أردت أن تدهش العالم كله بأدائك؟

وأشار الكاتب إلى أن حصيلة عجز الحكومة عن حل المشاكل الاقتصادية للبلاد يمكن رؤيتها على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يمكن للمرء أن يرى مدى ضعف إيمان الإيرانيين بالله.

لافتًا إلى أنه “بينما يبحث الناس عن الشفافية والصدق. فأنت تحاول ببساطة تقييد وصولهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى