سياسة

الصومال: هل تنجح الحملة العسكرية في القضاء على حركة الشباب؟


دور محوري يلعبه الدعم الدولي والإقليمي، لاسيّما الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للصومال مؤخراً، في عملية المواجهة الأمنية ضد حركة الشباب.

حيث بدت آثاره تظهر جلية خلال الأشهر الماضية، من خلال توسيع العمليات الأمنية والضربات الاستباقية لعناصر الحركة في مناطق مختلفة. ونجحت بتحجيم تواجدهم داخل مساحات واسعة من البلاد. وتشير التقديرات إلى تقدم أكثر قوة للقوات العسكرية المحلية. خلال الأشهر المقبلة بمواجهة الحركة الإرهابية التي تمر بحالة خفوت عملياتي كبير.

مواجهة قوية 

وكشفت تقارير حديثة أنه قتل ما لا يقلّ عن (18) شخصاً من عناصر الحركة. خلال مواجهة مع الأمن إثر إحباط هجوم شنته الحركة على إحدى المناطق النائية، بحسب مسؤول بالجيش.

ويواصل الجيش الصومالي في الوقت الراهن تنفيذ عمليات واسعة في كافة أرجاء البلاد، بدعم من قوات أميركية وإقليمية، لمواجهة تمدد الحركة، وفق خطة إستراتيجية. أعلن عنها منذ عدة أشهر تهدف لتقليص العمليات ونقل المواجهة إلى المناطق النائية بعد أن نفذت الحركة عدة عمليات بقلب العاصمة.

دحر نشاط الحركة

فيما تناولت دراسة حديثة صادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة فرص نجاح الجهود العسكرية والأمنية في دحر نشاط الحركة. في ضوء الدعم الأميركي والإقليمي المقدم لها مؤخراً.

واستعرضت الدراسة أهم خطوط المواجهة الأخيرة بين الجيش الصومالي والقوات الدولية، مع حركة الشباب، ونتائج العمليات الاستباقية التي نفذتها القوات. مشيرة إلى أنّ مقديشو، في المرحلة الحالية، تستعدّ لبدء المرحلة الثانية من هذه الحملة العسكرية. مع التركيز على الانتقال نحو معاقل الحركة في الجنوب الصومالي.

وتشير الدراسة إلى التقدم الميداني الملحوظ الذي حققته القوات على الأرض. وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية نهاية مارس الماضي خسارة حركة الشباب نحو ثلث المناطق. التي كانت تسيطر عليها. في مؤشر على نجاح المرحلة الأولى من الحرب التي تشنها القوات الصومالية. المدعومة من واشنطن والميليشيات العشائرية، كما شهدت الفترة الأخيرة استسلام عدد من قادة وعناصر حركة الشباب.

وبحسب الدراسة، ساعدت عدة عوامل في تهيئة الظروف أمام تقدم القوات الحكومية. أبرزها مبالغة حركة الشباب في التمدد تجاه مقديشو. واستعداء العشائر في وسط الصومال من خلال فرضها ضرائب باهظة على المجتمعات المحلية، غير أنّ القوات الحكومية قد تواجه في إطار استعدادها للمرحلة الثانية من الحرب ضد الحركة تحديات متزايدة. خاصة أنّ العشائر الجنوبية لا تبدي الاستياء ذاته من حركة الشباب، لذا تعمل مقديشو حالياً على الاستعانة بالدعم الإقليمي والدولي لتعزيز فرص نجاحها في هذه المرحلة.

تحديات عديدة

بالرغم من سيطرة القوات الحكومية على مناطق إستراتيجية في وسط الصومال، على غرار مركز عمليات الحركة بـ”أدان يابال” بشبيلي الوسطى، وبلدتي “سيل دهيري” و”هاراردير” الإستراتيجيتين بغلجدود وغيرها من المناطق المهمة، إلا أنّ الهجمات المستمرة. التي تشنها حركة الشباب لا تزال تُظهر أنّها قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالمناطق التي فقدتها، وفق ما أوردته الدراسة.

حرب ضد الحركة 

يقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو عبد المنعم: إن هناك العديد من السيناريوهات المتوقعة انعكاساً للجهود الأمنية الراهنة ضد الحركة. أبرزها تطويق حركة الشباب، وتمتاز الحرب الراهنة ضد الشباب عن الحملات السابقة بأنّها تتسم بتعاون واسع بين القوات الحكومية والميليشيات العشائرية المحلية، وهو ما سمح للجيش الصومالي بالتغلغل داخل المناطق الريفية، بخلاف الحملات السابقة التي ركزت فيها القوات الحكومية على تأمين المدن بالأساس.

وتوقع أن يتمكن الصومال من محاصرة حركة الشباب في الجنوب الصومالي من عدة جهات. في ظل التنسيق الراهن بين الصومال وجيرانها في القرن الإفريقي. فضلاً عن الدعم الأميركي المتزايد، الأمر الذي سيزيد من الضغوط العسكرية على الحركة ويضعف نفوذها.

ولفت أن هناك تحركات دولية وإقليمية جادة لتقويض نفوذ حركة الشباب في الصومال. ولذا يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة هو ضمان الاستقرار طويل المدى في المناطق التي تستعيدها من الحركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى