سياسة

غارات جوية تشنها قوات البرهان تؤدي إلى مقتل عشرات المدنيين في نيالا والكلاكلة


 أكدت لجان المقاومة وبيان لقوات الدعم السريع أن قوات الجيش السوداني ارتكبت مجزرة في حي الكلاكلة. وفي نيالا عبر قصف جوي وصاروخي ومدفعي مكثف لمناطق سكينة قتل فيه ما يزيد عن 34 مدنيا. بينما تتكدس عدة جثث بعضها متفحم في أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في الخرطوم.

وقتل 20 مدنيا على الأقل بينهم طفلان في غارة جوية على حي سكني في جنوب الخرطوم. فيما يتواصل قصف الجيش لقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية على ما ذكر أبناء المنطقة ولجان المقاومة.

وسبق للجان المقاومة في الحي أن قالت إن مشرحة أحد المستشفيات القليلة. التي لا تزال تعمل في العاصمة السودانية تضم 11 قتيلا مدنيا بينهم طفلان وامرأة، مشيرة إلى تعذر نقل الكثير من الجثث المفحمة والممزقة.

ويتركز قصف الجيش على أحياء تشهد كثافة سكانية كبيرة ويعيش ملايين من سكانها منذ خمسة أشهر. على وقع انقطاع المياه والكهرباء وحر شديد وهم مختبئون في المنازل في محاولة لحماية أنفسهم من النيران المتبادلة.

وأفاد شهود أمس الأحد بأن ضواحي العاصمة الشمالية شهدت قصفا مدفعيا وبالصواريخ من جانب الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع.

وقالت القوات الدعم السريع إن المجازر التي يرتكبها جيش البرهان تؤكد حالة الهلع والارتباك. التي يعيشها من وصفته بـ”النظام الفاشل الذي يقتل الشعب بذرائع واهية وحقد وكراهية. لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان”.

وأكدت في بيان أمس الأحد أن “طيران الانقلابيين حول مدينة نيالا إلى بركة من الدماء وساحة للقتل الجبان وقصف للمناطق المأهولة بالسكان”. مضيفة “استمرارا للانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، قصف طيران مليشيا البرهان وقوات الفلول اليوم (الأحد) مدينة نيالا في جنوب دارفور ما أدى لمقتل نحو 14 شخصا وجرح العشرات في مجزرة جديدة تضاف للسجل الإجرامي لعناصر النظام البائد المتطرفة ضد المدنيين الأبرياء”.

وقالت “قامت العصابة الإجرامية بمجزرة أخرى في منطقة سوبا شرق العاصمة الخرطوم. أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من المواطنين الأبرياء والعمال حيث قصف الطيران المنطقة. التي لا يتواجد فيها جندي واحد من قواتنا ما يؤكد حالة الهلع والارتباك. التي يعيشها هذا النظام الفاشل الذي يقتل شعبنا بذرائع واهية وحقد وكراهية لم يسبق لها مثيل في تاريخ بلادنا”.

وأكدت أيضا أن قواتها الخاصة نفذت عملية نوعية داخل سلاح المهندسين بأم درمان وكلية القادة والأركان، مضيفة. أنها أسفرت عن تدمير عدد كبير من الآليات والعتاد العسكري ومقتل 60 وجرح 140 من قوات الفلول. “كما نفذت عملية نوعية أخرى في منطقة كرري العسكرية والكلية الحربية أدت إلى مقتل عدد من مليشيا البرهان ودمرت عدد من الآليات العسكرية”.

وقالت قوات الدعم السريع إنها صدت محاولة تسلل عناصر الانقلابيين من منطقتي سوق حلايب وأمبدة الـ19. مؤكدة أنها ماضية في إنهاء سيطرة من وصفتها بـ “العصابة الفاسدة وتخليص شعبنا من الذين قتلوا أحلام ملايين السودانيين في الحياة والحرية والسلام والعدالة”.

واندلعت المعارك في 15 أبريل الماضي بين الجيش بقيادة السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وأسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح 4.6 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وفي الفترة الأخيرة غادر البرهان مقر قيادة الجيش في الخرطوم التي تحاصرها قوات الدعم السريع، إلى مدينة بورتسودان. ومنها إلى مصر في أول زيارة خارجية له بحثا عن حل للأزمة بعد أن ضاق الخناق عليه وعلى قواته وتكبد الجيش خسائر فادحة في العتاد وفي الأرواح.

ووصل قائد الجيش السوداني إلى جوبا اليوم الاثنين وهي محطته الثانية بعد القاهرة. في محاولة على ما يبدو لتنشيط وساطة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الذي سبق له أن عرض التوسط بين البرهان ودقلو لإنهاء القتال.

ونقل بيان لمجلس السيادة الانتقالي تصريحات صحفية لوزير الخارجية السوداني المكلف. علي الصادق قال فيها إن المباحثات بين البرهان وميارديت، بالعاصمة جوبا “تطرقت للجهود. التي تبذلها دول الإقليم لاسيما جنوب السودان لمعالجة الأزمة في البلاد”.

بدوره قال وزير خارجية دولة جنوب السودان دينق داو إن “هذه الزيارة تعد مهمة بالنظر للعلاقات المتميزة التي تربط بين خرطوم وجوبا”.
وأشار إلى أنها “تشكل فرصة لاطلاع القيادة في دولة الجنوب على تطورات الوضع في السودان وإمكانية إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السودانية”.
وأضاف داو أن “الدولتين تربطهما حدود مشتركة طويلة تتطلب التنسيق والتعاون لحمايتها وتأمينها وجعلها منافذ للمنفعة المشتركة لشعبي البلدين”.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى