سياسة

«خطأ تقني» أجهض أبرز أهداف «طوفان حماس»


يبدو أن خطة حماس في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم تتم كما كان مخططا لها، وهو ما كشفته مصادر في الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، إذ أشارت إلى أن خطأ تقنيا أجهض الوصول إلى الهدف الرئيسي للعملية.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن المصادر أن سجن “عسقلان المركزي” القريب من قطاع غزة كان أحد الأهداف الرئيسية للعملية المعروفة بـ”طوفان الأقصى“، بهدف تحرير أسرى فلسطينيين محتجزين فيه، في مهمة كانت ستشكل، لو نجحت، ضربة أخرى غير مسبوقة لإسرائيل.

ووفق المصادر ذاتها فإن واحدةً من المجموعات الأولى التابعة لعناصر “النخبة” في كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس. التي اخترقت السياج الأمني لمستوطنات “غلاف غزة” الخاضع لسيطرة إسرائيل آنذاك، كانت مهمتها الوصول إلى سجن عسقلان الذي يُوجد به المئات من الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لتحريرهم، لكن المهمة فشلت بالكامل.

وتبعد مدينة عسقلان نحو 18 كيلومتراً تقريباً من نقطة حدودية مع قطاع غزة.

وعن التفاصيل، أشارت المصادر إلى أن إحدى المجموعات كانت مؤلفة من 23 مقاتلاً، كُلّفت بشكل خاص بمهمة الوصول إلى سجن عسقلان، والعمل على تحرير الأسرى منه، فيما كُلّفت مجموعة أخرى باقتحام موقع عسكري في محيط مستوطنات ما يُعرف بـ”المجلس الإقليمي لعسقلان” (حوف عسقلان أو حوف أشكلون)، وذلك بهدف دعم وتعزيز المجموعة الأولى إذا نجحت في مهمتها.

وانطلقت المجموعة بالفعل نحو عسقلان وقطعت الحدود، من جهة مستوطنة “ياد مردخاي”، وفق المصادر التي قالت “هناك اشتبكت مع قوة إسرائيلية وقتلت عدداً من أفرادها. لكن لسبب ما زال غير معروف، حادت المجموعة عن طريقها وعادت جنوباً نحو كيبوتس (نتيف هعستراه)”.

ولاحقا، تبين أن الدليل (الشخص المسؤول عن تسيير المجموعة وفق الخرائط المحددة له وأجهزة “جي بي إس” التي برفقته). حدد فيما يبدو بالخطأ نتيجة خلل لم يتضح سببه، توجه المجموعة نحو كيبوتس «نتيف هعستراه» قبل أن تنطلق لاحقاً نحو سديروت (شرقاً).

وأكدت المصادر أن “خطة اقتحام السجن كانت موضوعة بدقة وبتفاصيل وافية. وأرادت لها القسّام أن تشكل ضربة قوية لإسرائيل. ضمن ضربات أخرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول”، لافتة إلى أن “الخطة كانت تعتمد بالأساس على «مهاجمة البوابة الرئيسية. من قبل المجموعة المسلحة. واستخدام عبوات ناسفة، وصواريخ مضادة للأفراد والدروع. في الهجوم، لتفجير الباب ونقاط الحراسة على طول الجدار، وأن يتم تعزيز ذلك بقصف محيط السجن بالصواريخ من داخل القطاع، عند إعطاء إشارة من قبل المجموعة».

وتتضمن الخطة “إرباك الحراس عبر مواصلة الهجوم الشامل في خطة مصغرة لما حدث على الحدود، على أمل أن يكون هناك تحرك من قبل الأسرى داخل الأقسام. ما يساعد المجموعة المقاتلة على تسهيل مهمتها التي كان هدفها تحريرهم”.

إلا أن قيادة القسّام لم تتلق أي إشارات من المجموعة. ثم تبين لاحقاً أنها وصلت إلى سديروت، فتم تكليفها بالصمود هناك قدر الإمكان. وفعلاً. خاضت المجموعة اشتباكات استمرت ساعات مع الشرطة الإسرائيلية وقوات الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي أدى إلى فقدان القوات الإسرائيلية .السيطرة على البلدة، بعدما اجتمعت هناك مجموعتان للقسام، بحسب المصادر ذاتها.

ويبدو أن ذلك كان أحد أسباب استمرار الاشتباكات في سديروت لنحو 3 أيام. بعدما تحصّن المهاجمون الفلسطينيون داخل مركز الشرطة إلى جانب تحصنهم داخل منازل المستوطنين.

وأكدت المصادر أن خطة اقتحام السجن ظلت حاضرةً في تفكير «كتائب القسّام». إذ تم تكليف 4 مسلحين ممن شاركوا بعملية اقتحام كيبوتس «زيكيم» .وكانوا هم الأكثر قرباً من السجن، بمحاولة الوصول إليه، إلا أنهم اشتبكوا مع قوة أمنية إسرائيلية، وقُتلوا بعد تدخل طائرة مسيّرة.

وافتتح سجن عسقلان المركزي لاستقبال الأسرى الفلسطينيين في بداية عام 1969. ويقبع فيه قرابة 1000 معتقل، ويحيط به سور محاط بالأسلاك الشائكة. يرتفع إلى نحو 6 أمتار، إضافة إلى أبراج المراقبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى