مجتمع

السيجارة “نجمة” الشاشات ومنصات العرض


فاجأ مصممو أسبوع الموضة في لندن مؤخرا الجمهور بعارضات يحملن السجائر على منصات الأزياء، الأمر الذي أثار جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض.

ورأى بعض النقاد أن السيجارة تعد منافسا جديدا “غير متوقع” في عالم الموضة خصوصا في عام 2024، حيث باتت مضار التدخين واضحة للغاية.

وفي عرض المصمم إدوارد كراتشلي، سارت عارضات الأزياء على المدرج حاملات سجائر غير مشتعلة عالياً في أيديهن، وكأنها إكسسوار رئيسي لخريف وشتاء 2024.

وقال كراتشلي لصحيفة الإندبندنت: “لم يكن هناك هدف عظيم وراء ذلك.. الأمر كله جاء مصادفة”.

وأضاف: “لقد نجح الأمر، حيث رفع جمهور الموضة هواتفهم بسعادة لتوثيق كل سيجارة حملتها العارضات في صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي”.

عرض إدوارد كراتشلي
 

أما سينيد جوري، الذي شهدت مجموعته، المستوحاة من تجربة المراهقين البريطانيين، عارضات أزياء وضعن علب السجائر في حاشية جواربهن الطويلة، فقال: “لقد استخدمت السجائر للتركيز على ذلك الوقت الذي كنت أقضيه بين المدرسة والمتجر خلال سنوات المراهقة التي نشأت فيها في بريطانيا”.

وتابع: “أردت أن ألعب بأسلوب التصميم، فحشوت علب السجائر بالجوارب المدرسية.. إنها إشارة بسيطة تدل على روح الدعابة لا أكثر”.

عارضة إدوارد كراتشلي
 ورفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي “التركيز على السيجارة” في العروض الجديدة، خصوصا وأن هذه الظاهرة السيئة والمضرة صحيا، قد تراجعت في الظهور على الشاشات في السنوات الأخيرة الماضية.

في المقابل، قال آخرون إن السيجارة قد تشكل عنصر جاذبية في جلسات التصوير وعروض الأزياء، مشددين على أن ظهورها لن يشجع من يرفض ممارسة هذه العادة في الأساس.

ووفقاً لبحث أجرته شركة “سموك فري” Smokefree Media، المناهضة للتدخين، فإن تصوير التدخين على الشاشة انخفض خلال العام الماضي من 75% إلى 38%.

ومع ذلك، فإن نسبة الأفلام التي تناولت التدخين في عام 2023، كانت أعلى بنسبة 2% عما كانت عليه في عام 2022؛ الأمر الذي يدل على أن هذه العادة السيئة في طريقها للعودة إلى الواجهة من جديد.

يذكر أن التدخين لا يزال السبب لإصابه حوالي سبعة من كل 10 حالات بسرطان الرئة، ويموت بسببه مئات الآلاف حول العالم سنويا.

ووفق الأطباء فإن التدخين يضر عضلة القلب والدورة الدموية، ويزيد من تفاقم أعراض أمراض الجهاز التنفسي، حتى إنه يسبب ضعفا جنسيا لدى الرجال.

ومع ذلك، يقول خبراء إن إضفاء الطابع الرومانسي على التدخين في الآونة الأخيرة على الشاشات ومنصات العرض يتزامن مع ارتفاع معدلات التدخين بين الشباب. ففي يناير الماضي، كشفت دراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL) أن هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عامًا في إنجلترا، الذين يدخنون أثناء الوباء. وقبل كوفيد، كان عدد الأشخاص الذين يدخنون بشكل عام ينخفض ​​بنسبة 5.2 في المائة سنويا، ولكن منذ عام 2020، تباطأ معدل الانخفاض إلى 0.3 في المائة فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى