صحة

فائدة مزدوجة للنظام الغذائي النباتي


القت دراسة حديثة نشرها موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية الضوء على الفوائد المزدوجة لاعتماد نظام غذائي نباتي. فإلى جانب تأثيره الإيجابي على الصحة، فإن التحول من اللحوم الحمراء والمعالجة نحو خيارات البروتين النباتي يمكن أن يقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية للمرء، مع احتمالية إطالة العمر.

وأكدت الدراسة التي أجرتها أوليفيا أوكلير من جامعة “ماكجيل” الكندية، على العلاقة بين الخيارات الغذائية والاستدامة البيئية. ومن خلال خفض استهلاك اللحوم الحمراء إلى النصف من أربع مراتفي الأسبوع إلى مرتين في الأسبوع، يمكن للأفراد تقليل بصمتهم الكربونية بنسبة 25%. علاوة على ذلك، قد يؤدي هذا التحول الغذائي إلى زيادة متوسط العمر المتوقع بحوالي تسعة أشهر. ويتوافق بحث أوكلير مع دليل الغذاء الكندي الحالي، الذي يدعو إلى زيادة استهلاك الأطعمة البروتينية النباتية.

تغيرات صغيرة ونتائج كبيرة

وتؤكد أوكلير على أهمية التغييرات التدريجية في النظام الغذائي، بدلا من التدابير الجذرية. وهذه التعديلات، رغم تواضعها، من الممكن أن تسفر عن نتائج كبيرة، ليس فقط من حيث الصحة الشخصية ولكن أيضا في مجال الحفاظ على البيئة. ومع ذلك، فإن التحولات الغذائية المفاجئة قد تشكل تحديات، كما أبرز بعض الأفراد الذين عانوا من الخمول الأولي عند تقليل تناول اللحوم. وبالتعاون مع الخبراء الصحيين، نجح بعضهم في دمج خيارات نباتية غنية بالبروتين في وجباتهم، مثل التوفو، والفاصوليا، والكينوا.

ويؤكد الدكتور كريستوفر جاردنر من جامعة “ستانفورد” الأمريكية. على الكفاية الغذائية للأنظمة الغذائية النباتية عند التخطيط لها بشكل صحيح. إذ يمكن لمجموعة متنوعة من مصادر البروتين النباتي، بما في ذلك العدس، والحمص، والمكسرات، والبذور. أن تلبي متطلبات البروتين بشكل كافٍ لصيانة العضلات والصحة العامة. علاوة على ذلك، توفر هذه الأنظمة الغذائية فوائد بيئية. حيث يتطلب إنتاج الماشية موارد كبيرة من الأراضي والمياه؛ ما يساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة.

كما أكد ريتشارد وايت وفريقه في معهد الموارد العالمية على التناقض في التأثير البيئي بين مصادر البروتين البقري ومصادر البروتين النباتي. إذ إن التحول من لحوم البقر إلى الفول وحده يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى منتصف الطريق نحو أهدافها الخاصة بخفض الغازات الدفيئة. مما يسلط الضوء على إمكانات الخيارات الغذائية في مكافحة تغير المناخ.

وعلى الرغم من الافتقار إلى الوعي على نطاق واسع فيما يتعلق بالعلاقة بين النظام الغذائي والمناخ، هناك رغبة متزايدة بين الأفراد لتبني التغييرات الغذائية من أجل الرفاهية الشخصية. وتؤكد دراسة أوكلير، المستندة إلى بيانات المسح التي تقيم عادات الأكل الكندية، جدوى وفوائد اعتماد نظام غذائي نباتي. وباستخدام النماذج لتقدير التغيرات في متوسط العمر المتوقع. يؤكد البحث على المزايا الصحية طويلة المدى للتحولات الغذائية بعيدا عن الأطعمة الحيوانية.

وقد تم تأكيد هذه النتائج من خلال الأبحاث الحديثة التي أجرتها جامعة “تافتس” الامريكية. والتي تشير إلى أن النظام الغذائي الغني بالبروتين النباتي يرتبط باحتمالية أكبر للشيخوخة الصحية. وتؤكد هذه الدراسات مجتمعة على الترابط بين الخيارات الغذائية، والفترةالصحية، والاستدامة البيئية. ومع تزايد الوعي وبحث الأفراد عن طرق لمواءمة خياراتهم الشخصية مع الأهداف المجتمعية والبيئية الأوسع. يظهر اعتماد الأنظمة الغذائية النباتية كحل ملموس ومؤثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى