اغتيال أبناء هنية يُعيد خلط أوراق محادثات الهدنة
رأت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية اغتيال أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ستعيد خلط أوراق محادثات الهدنة. بينما ذهبت صحيفة هآرتس إلى ابعد من ذلك معتبرة تلك العملية وقبلها اغتيال ضباط كبار في الحرس الثوري في الهجوم على القنصلية الايرانية. محاولة لنسف صفقة تبادل رهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين.
وذكر موقع والا الإخباري الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .ووزير الدفاع يوآف غالانت لم يعلما سلفا بعملية اغتيال أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ضربة جوية أمس الأربعاء .وهي العملية التي تمت فقط بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت).
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أمير ومحمد وحازم هنية جرى استهدافهم لأنهم اعتبروا مقاتلين وليس لأنهم أبناء الزعيم السياسي لحماس.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” المحافظة عن مسؤولين عسكريين لم تذكر أسماءهم قولهم إن الهجوم نُفذ وفقا للإجراءات. لكنهم قالوا إن هناك شكوكا حول ما إذا كان يجب ضرب مثل هذا الهدف الحساس دون استشارة القيادات العليا أولا.
ووصفت صحيفة هاآرتس اليسارية التي تنتقد بشدة نتنياهو وحكومته. قتل أبناء هنية وأحفاده واغتيال ضباط إيرانيين بارزين الأسبوع الماضي في دمشق. بأنها “أعمال عدوان استباقية أريد بها إحباط أي فرصة لإبرام صفقة رهائن”.
وخلصت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دون استشارة كبار القادة أو الزعماء السياسيين. مما يغامر بتعقيد جهود تحرير الرهائن الذين ما زالوا في غزة.
وجاء تنفيذ الهجوم بعد أيام من طرد ضابطين بسبب سوء التقدير.وانتهاك إجراءات سير العمل في هجوم على قافلة مساعدات في غزة أدى إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة.
وأمس الأربعاء، قال هنية الذي يقيم في العاصمة القطرية الدوحة حيث من المقرر أن يتلقى التعازي مساء اليوم الخميس. إن مطالب حماس “واضحة ومحددة” للموافقة على أي هدنة. مضيفا “إذا كان العدو يعتقد أن استهداف أبنائي في ذروة المفاوضات .وقبل أن يصل رد الحركة أن هذا سيدفع حماس إلى أن تغير موقفها فهو واهم”.
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا متزايدة من عائلات الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 133 لضمان فك أسرهم. والمحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر لم تتوصل بعد إلى اتفاق.
وقال عوفري بيباس ليفي الذي أُسر شقيقه ياردن بيباس مع زوجته وطفليه الصغيرين خلال الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس). على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر “لا أمل لدي غير ألا يؤثر هذا على المفاوضات. آمل ألا يجعل هذا حماس تضع شروطا أشد على الاتفاق”.
وواجهت حكومة نتنياهو انتقادات متزايدة أيضا من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل. لسير حملتها العسكرية وتسلسل القيادة في تحقيق أهدافها. وكان الدافع وراء ذلك هو ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين .الذي تفاقم في الآونة الأخيرة بسبب قصف أودى بحياة عمال إغاثة أجانب وفلسطينيين في غزة.
وتصاعدت المناشدات الدولية بوقف إطلاق النار مع دخول الحرب شهرها السابع. لكن هذا لم يؤثر كثيرا على تقدم المحادثات.
وتطالب حماس بإنهاء الهجوم الإسرائيلي وسحب القوات الإسرائيلية والسماح للنازحين من غزة بالعودة إلى ديارهم.
وتريد إسرائيل ضمان عودة الرهائن. لكنها تقول إنها لن تنهي الحرب حتى تقضي على القوة العسكرية لحماس. وإنها ما تزال تخطط لاجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع التي يحتمي فيها أكثر من مليون مدني.