سياسة

الإخوان والكذب على التاريخ: وثائق بريطانية تفضح الحقيقة


كشف العديد من الوثائق البريطانية تعاون جماعة الإخوان المسلمين مع الاحتلال الإنجليزي، قبل نحو (96) عاماً.

وبشهادة المؤرخين البريطانيين والمصريين والعرب، فإنّ الجماعة لم تكن سوى أداة في يد الاحتلال، ولم تقم بأيّ بطولات تذكر، كما كانوا يزعمون.

ووفق ما نقلت صحيفة (اليوم السابع) عن تغطية إعلامية للإعلامي محمد أبو ليلة، فقد دعا مؤسس الجماعة حسن البنا عناصره إلى استخدام العنف ضد الشعب المصري الذي كان يدعو حينها إلى استقلال مصر عن الاحتلال البريطاني.

وفي السياق، أشار كتاب “العلاقات السرية” للكاتب والمؤرخ مارك كيرتس إلى وجود صلات قوية بين الإنجليز والجماعة منذ النصف الأول من القرن الماضي، ويتحدث من خلال وثائق بريطانية، رفعت عنها السرية أخيراً، عن توطيد العلاقات من خلال التمويل والتخطيط لإفشال المنطقة العربية والإسلامية.

وأوضح كيرتس توثيق العلاقة بداية من الحرب العالمية الثانية، حين شهدت جماعة الإخوان المسلمين نمواً ملحوظاً بقيادة حسن البنا، الذي سعى لتأسيس مجتمع إسلامي، ليس في مصر فقط، ولكن فى كل أقطار الدول العربية؛ ولذلك أنشأ العديد من الفروع لجماعته في كل من السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال أفريقيا، وذلك بهدف إقامة دولة إسلامية تحت شعار “القرآن دستورنا”، والتزم الإخوان بالتقيد الصارم بتعاليم الإسلام، وقدمت جماعة الإخوان نفسها للمجتمعات الأوروبية على أنّها بديل للحركات الدينية والحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية في مصر والشرق الأوسط، وذلك لجذب انتباه كل من بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، وهما القوتان الموجودتان على الساحة في تلك الفترة.

ويرى المؤرخ والكاتب الصحفي حلمي النمنم أنّ الاحتلال البريطاني عمد إلى إحداث نوع من التفرقة الطائفية، سواء في مصر أو في الهند، موضحاً أنّ جماعة الإخوان تشربت هذه الفكرة من الاحتلال، وذكر أنّه، وفقاً لما سبق، فقد لجأ مؤسس جماعة الإخوان المسلمين إلى الفقه الذي يعادي المسيحيين بشكل عام في مصر، مشيراً إلى وجود ميراث فقهي معيّن يتجه نحو هذا الاتجاه في معاداة المسيحيين، نتيجة المعاداة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية.

من جهته، قال منير أديب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إنّ بريطانيا التي احتضنت هؤلاء الجهاديين لأعوام طويلة هي نفسها التي احتضنت مقر التنظيم الدولي لـ “الإخوان المسلمين”، وهي التي نسقت مع أمينه العام، القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين إبراهيم منير، فقد كانت حريصة على أن تظل المحرك الرئيسي لأكبر وأقدم تنظيم ديني باحتضانها مقر التنظيم الدولي، وباحتضانها أيضاً المقر البديل لـ “الإخوان“، الذي يتولى قيادة التنظيم بعد إغلاق مكتب مصر ومحاكمة قيادته.

وبحسب الباحث، قامت الحكومة البريطانية في نهاية العشرينيات من القرن الماضي بالتبرع للتنظيم، وما يزال دعمها مستمراً، والهدف هو استخدام الإخوان ضمن جماعات الضغط لتحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، فبريطانيا لم تنسَ أنّها كانت تسيطر على أغلب المنطقة العربية، وترغب في الاحتفاظ بهذا النفوذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى