الشرق الأوسط

في ذكرى ثورة 25 يناير.. كيف كانت تجربة حكم الإخوان في مصر؟


يصادف الـ25 من شهر يناير الذكرى العاشرة للثورة المصرية، التي غيرت المشهد السياسي الداخلي للبلاد، ومكنت جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى سدة الحكم، بعد انتخاب محمد مرسي في شهر يونيو 2012، عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

فترة حكم الإخوان لم تدم طويلا، فسرعان ما تمت الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2013، ما يثير عدة تساؤلات، أهمها كيف أدار الإخوان البلاد؟ وهل يمكن أن تنجح الجماعة في تسيير دولة؟ والأهم، هل تعترف بوجود الدولة وهل لدى الجماعة روح الانتماء للدولة؟

في هذا السياق، قال الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إريك تريجر في كتابه الخريف العربي: كيف فاز الإخوان المسلمون بمصر وخسروها في891 يوما؟، إن تحرك الجيش ضد مرسي لم يكن النتيجة الحتمية لتصميمه على حرمان الإخوان من مكانهم في هيكل السلطة السياسية، وإنما كان افتقار الجماعة للرؤية والكفاءة هو الذي دفع أكبر حشود في مصر على الإطلاق إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح.

ولعل أبرز الانتقادات التي وجهت لحكم محمد مرسي هو اعتماده أساسا على جماعة الإخوان المسلمين دون أن يسعى إلى تشكيل توافق سياسي أوسع يشمل مختلف الأطياف والتوجهات السياسية في مصر.

ويرى منتقدون لحكم مرسي أن دخول الإخوان المسلمين على خط ثورة 25 يناير عام 2011 بشكل عام لم يكن بنية الإصلاح وإنما بهدف تنفيذ تجربة حكم إسلامي في مصر. ورغم إعلان مرسي أنه رئيس لكل المصريين، في كل خطاباته، إلا أنه أعطى الإسلاميين اليد العليا في العديد من مفاصل الدولة المهمة ومنها بعض الوزارات الرئيسية.

كما قام بعزل العديد من المحافظين ليحل محل نصفهم تقريبا عناصر من الإخوان المسلمين، فضلا عن تعيين عناصر جهادية سابقة، مثل اختيار عادل الخياط عضو حزب البناء والتنمية، الجناح السياسي للجماعة الإسلامية محافظا للأقصر. خطوة رآها البعض بأنها تخلو من أي فطنة سياسية لا سيما وأن الجماعة الإسلامية وُجهت إليها اتهامات بالتورط في ارتكاب مذبحة الأقصر في نوفمبر عام 1997، التي راح ضحيتها نحو 60 سائحا وكان لها تأثير سلبي كبير على السياحة في مصر.

مرسي لم يكن يصلح لحكم مصر لأنها تحتاج إلى رجل قوي يستطيع بسط نفوذه على كل مفاصل الدولة ويضمن ولاء الجميع، بما فيهم الجيش، وهو ما افتقر إليه الرئيس الراحل.

وخاض مرسي انتخابات الرئاسة ببرنامج مشروع النهضة، وأكدت جماعة الإخوان المسلمين في بيانها أن لديها مشروعاً لنهضة الوطن في مختلف المجالات، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعي الجماعة والحزب إلى تحقيقه لتعبر مصر إلى بر الأمان، وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب، لكن مرسي أخفق في الوفاء بأي من وعوده الانتخابية خلال السنة المضطربة التي أمضاها في الحكم.

ويصر معارضو مرسي على أن خطأه الأساسي، هو إقصاء الآخرين واحتكار السلطة من قبل جماعة الإخوان المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى