مجتمع

التشخيص الذاتي على الإنترنت: كيف أثر الوعي عبر منصات التواصل على تشخيص فرط الحركة؟


شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في تشخيص حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، خاصة بين النساء البالغات، حيث ارتفع عدد النساء في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات اللاتي يتلقين أدوية ADHD بمقدار عشرة أضعاف خلال العقد الماضي.

ووفقًا لتحليل أجرته صحيفة “التايمز” البريطانية، تضاعف عدد المرضى الذين يتناولون أدوية ADHD ثلاث مرات في إنجلترا منذ عام 2015، مع تسارع معدل التشخيص بين  النساء والفئات الأكثر ثراءً.  

وتشير البيانات إلى أن عدد الوصفات الطبية لـ ADHD ارتفع من 81,000 في عام 2015 إلى 248,000 في عام 2024. 

كما أظهرت أن الفجوة بين المناطق الأكثر فقرًا والأكثر ثراءً في معدلات التشخيص قد تقلصت بشكل كبير، حيث أصبحت الوصفات الطبية متقاربة بين الفئتين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، خاصة مع زيادة الطلب على  التشخيص وطول فترات الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).  

علاوة على ذلك، لعبت جائحة كوفيد-19 دورًا محوريًا في زيادة الوعي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث أدى قضاء المزيد من الوقت في المنزل إلى ملاحظة الأعراض بشكل أكبر. 

وأسهمت وسائل التواصل الاجتماعي والبحث عبر الإنترنت في زيادة الاهتمام بالحالة، مما أدى إلى “طفرة” في الطلب على التشخيص. ومع ذلك، حذر الخبراء من مخاطر الإفراط في التشخيص، خاصة مع انتشار العيادات الخاصة التي قد تقدم تقييمات غير دقيقة.  

ويُعتقد أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يؤثر على حوالي 5% من الأطفال و2-3% من البالغين عالميًا، لكن التشخيص في بريطانيا لا يزال أقل من المتوقع. تشير الدراسات إلى أن أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تظهر نشاطًا أقل في القشرة الجبهية الأمامية، مما يؤثر على الانتباه والتحكم في الانفعالات.  

بالنسبة للعديد من المرضى، يمثل التشخيص نقطة تحول في حياتهم، حيث يوفر تفسيرًا للتحديات التي يواجهونها ويوفر حماية من التمييز. ومع تزايد الوعي، يبدو أن المجتمع يمر بمرحلة تحول نحو فهم أفضل لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وطرق التعامل معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى