أين أصبحت مصر اليوم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؟
اليوم تمر عشر سنوات على ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 في مصر.
مصير مصر اليوم يختلف كلياً عما كانت عليه إبان اندلاع الثورة التي حبس العالم أنفاسه لمتابعة تفاصيلها اليومية. فأين أصبحت مصر اليوم بعد هذه الأعوام؟
عشر سنوات قد مرت على مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، تغيرت فيها أحوال البلاد السياسية ،فقد كان سقف التوقعات عالياً والأحلام لا تحدها حدود.
فعندما انتهت الثورة نهاية دراماتيكية، لفظها أغلب الناس، بل إن أغلب الإعلام الذي تتحكم فيه الدولة اليوم أصبح يطلق عليها لفظ “المؤامرة”. طالت الاتهامات بالخيانة والعمالة كافة الرموز تقريباً التي شاركت في 25 يناير، فانتهى الأمر ببعضهم في القبر وآخرين خلف قضبان السجن وغيرهم في المنفى.
واليوم وبعد هذه السنوات من انطلاق ثورة تابع العالم بأسره تفاصيلها. أين تقف مصر في المجالات المختلفة؟
25 يناير.. هل كانت خطأ يجب الاعتذار عنه؟
أضحت 25 يناير واجهة لأعمال عنف وتخريب دبرها الإخوان للاستيلاء على الحكم، وهي القناعة االراسخة في وعي قطاع ليس بالقليل من المجتمع المصري بعد أن كان يقال عنها “ثورة شعبية حماها الجيش”.
حازم صاغية الصحفي والناقد السياسي اللبناني يرى أن “نظام الحكم الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدو وكأنه اعتذار عن وقوع ثورة يناير وإعادة الاعتبار لتركة يوليو وما تلاها، فحين وقعت الثورة كان الانطباع الأصلي أنها ستقطع الصلة مع الشرعية النابعة من يوليو 52 وستباشر توليد علاقات اجتماعية وسياسية مختلفة، لكن هذا لم يحدث وعادت الأمور إلى ما كانت عليه منذ 60 عاماً”.
فريدة الشوباشي الكاتبة الصحفية والإعلامية المصرية ترى أن “25 يناير قامت ضد نظام سياسي فشل رئيسه في إدارة الدولة وأوصلها إلى حافة الهاوية، لكن الإخوان المسلمين سطو على هذه الثورة فأفقدوها مغزاها وكادت مصر أن تنهار تحت حكم الفاشية الدينية دون أي رؤية لمستقبل البلاد، لتأتي ثورة يونيو 2013 وتصحح مسار ثورة يناير”.
الاقتصاد.. بين حلم التحرر وضغوط الاستدانة
شهدت مصر هزة اقتصادية عنيفة في أعقاب ثورة يناير، لكن الأمور كانت قد بدأت في الاستقرار نسبياً مع عودة السياحة في 2012. لكن منذ أحداث يونيو 2013 تغيرت الخريطة الاقتصادية لمصر بشكل تام، حيث شهدت مصر وتيرة متسارعة للاستدانة لم يسبق لها مثيل.
يقول الكاتب الصحفي اللبناني حازم صاغية إنه “في أي بلد عندما يكثر الحديث عن المشروعات العملاقة وأكبر مسجد وأكبر كنيسة على غرار مشروعات القذافي كالنهر العظيم وغيرها، فإن في ذلك دليل على وجود أزمة كبيرة تعانى منها البلد إما في الاقتصاد أو السياسة أو في طريقة الحكم وأن هذه المشروعات يخفي الحديث عنها أزمات عميقة وحقيقية داخل النظام والسلطة”.
لكن فريدة الشوباشي الكاتبة الصحفية الناصرية ترى أن “السيسي ورث أرضاً خربة أو منزل شبه منهار، لكن السيسي ببرنامجه الاقتصادي الطموح من افتتاح مصانع وزيادة للرقعة الزراعية وغيرها جعل مصر تعود مرة أخرى رغم كل المصاعب التي يلاقيها، ولو لم نلجأ للإصلاح الاقتصادي كانت الدولة ستنهار، وفي الحقيقة فهذه كلفة علينا كلنا كمصريين أن نتحملها وأن ندفع ثمن الغفلة التي أصابتنا”.