إيران تستنفر المقاومة تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل على لبنان
دعت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها إلى مغادرة لبنان قبل بدء أي أزمة، منبهة الى ضرورة التأكد من صلاحية جوازاتهم للتأهب الى العودة، في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. بينما دعت إيران كل قادة جبهة المقاومة بالمنطقة إلى الاستنفار تحسبا لهجوم إسرائيلي.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر في مقطع فيديو نشرته السفارة على منصة اكس “ننصح المواطنين الأميركيين بتحضير خطة عمل للأزمات والمغادرة قبل بدء أي أزمة”، مضيفة “في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في المدن اللبنانية التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة”.
وفي ظل تزايد تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود منذ اندلاع حرب غزة، شهدت الرحلات والشحن في المنطقة، اضطرابا اذ تم إلغاء وتأخير بعضها في مطار بيروت. فيما أعلنت بعض الشركات الدولية عن تعليق رحلاتها.
وقالت الخطوط الجوية الدولية السويسرية، التابعة لمجموعة لوفتهانزا، الاثنين إنها ستعلق رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية حتى الخامس من أغسطس/آب بسبب الوضع في الشرق الأوسط.
وأوضح متحدث باسم الشركة إن القرار يؤثر على رحلتين من وإلى زيوريخ في 30 يوليو/تموز والثاني من أغسطس/ آب. فيما سيتم تعليق رحلات الخطوط الجوية الفرنسية بين مطار باريس شارل ديجول وبيروت يومي 29 و30 يوليو/تموز.
ووفق موقع فلايت رادار 24 الإلكتروني لتتبع الرحلات، ألغت الخطوط الجوية التركية أيضا رحلتين الليلة الماضية. كما ألغت شركة طيران صن إكسبرس للرحلات منخفضة التكاليف، ومقرها تركيا، وشركة إيه. جيت التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة طيران إيجه اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.
وأدى هجوم صاروخي أسقط 12 قتيلا في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل السبت الماضي، إلى زيادة المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
الجامعة العربية تدعو إلى وجوب التحقق من ملابسات حادث مجدل شمس المحتلة والذي أودي بحياة سوريين
ويواصل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاته الدبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة. وتلقى في هذا الإطار اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي” جدد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعا للتصعيد”، داعيا “إلى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”. وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الاثنين عن قلقه ازاء احتمالات توسع دائرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بما يزيد عن نطاقها الحالي ويجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.
وأكد خلال تصريح صحفي نشرته الجامعة العربية على موقعها الإلكتروني، على التضامن الكامل مع الحكومة اللبنانية وشجبه للتهديدات الاسرائيلية، مشددا على أن أي تصعيد محتمل سيشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها.
وأوضح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن الجامعة تدعو أيضا إلى وجوب التحقق من ملابسات حادث مجدل شمس السورية المحتلة والذي أودي بحياة سوريين، مشيرا الى أنه سبق التنبيه الى ذلك مرارا كان آخرها كان آخرها بلسان الموفد الشخصي للأمين العام إلى لبنان السفير حسام زكي. وشدد في ذات السياق على أهمية الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وتنفى الأمانة العامة لحزب الله بقيادة حسن نصرالله اضطلاعها في ملابسات حادث مجدل شمس، مشيرة الى أن الإسرائيليين قصدوا تلبيس التهمة للبنان على غرار ما فعلوه عدة مرات في غزة بالمستشفيات والمرافق العامة.
ونقلت صحيفة ‘الجريدة’ الكويتية عن مصدر قوله إن قائد فيلق القدس إسماعيل قآني نبّه جماعة حزب الله من الوقوع في الفخّ، موجّها رسائل مستعجلة إلى جميع قادة جبهة المقاومة لاستنفار قواتهم لمهاجمة إسرائيل دفعة واحدة ومن كل الاتجاهات إذا حاول جيشها اجتياح الأراضي اللبنانية. كما أعطى أوامر لقادة الحرس الثوري بسوريا وبيروت لفتح مخازن الصواريخ وتسليم حزب الله كل ما يحتاجه إذا بدأت عملية الاجتياح.
وكشف المصدر ذاته عن اتصالات مكثفة جرت الليلة الماضية أكد فيها المسؤولون الإيرانيون لنظرائهم الأميركيين بأن ايران مع جبهة المقاومة وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا كان نتنياهو يريد فرض حرب على لبنان.
وقد أعلنت إسرائيل، الاثنين اعتراض مسيرة أطلقت من الجبهة باتجاه منطقة الجليل الغربي خلال ساعات ليل الأحد/الاثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة “إكس” “نجحت مقاتلات الدفاع الجوي في اعتراض طائرة مسيرة عبرت من الأراضي اللبنانية إلى منطقة الجليل الغربي”، مضيفا أنه “تم تفعيل التحذيرات في أدميت خوفاً من سقوط شظايا اعتراضية، ولم تقع إصابات”.
وشيع المئات من أهالي مجدل شمس في الجولان السوري المحتل الإثنين آخر ضحايا الضربة الصاروخية على ملعب كرة القدم في البلدة السبت وأودت بحياة 12 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 10 و16عاماً.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين، يتبادل الحزب اللبناني واسرائيل، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود بين البلدين.
وأدى التصعيد بين الجانبين الى مقتل 523 شخصاً على الأقل في لبنان غالبيتهم من عناصر الحزب، وفق بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.