الصين تعلن استعدادها لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية
بشكل واضح أعلنت الصين دعمها للقضية الفلسطينية، عبر تصريحات رسمية، حيث كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين. وظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتدفع لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وطالما حافظت الصين على سياسة خارجية “متوازنة” في الشرق الأوسط. إذ تنأى بكين بنفسها عن الصراعات الحادة في المنطقة، وتستبدل ذلك بمواقف تدعو لخفض التوترات وتجسير الهوة بين الفرقاء، ولكنها في نفس الوقت تدعم حليفها الإيراني بالمنطقة. وكذلك لا تريد استمرار الحرب والتوسع الأمريكي في المنطقة عبر إسرائيل.
الصين والفصائل الفلسطينية
الصين بدورها تسعي لنبذ الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتى حماس وفتح، والهدف هو التواصل من أجل البحث عن قضية حل الدولتين .والتي تسعى لها الدول العربية والصين المعترفة بفلسطين.
وقد أكدت الصين، استعدادها للعمل من أجل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية. لين جيان -حسبما ذكر موقع سي جي تي إن الإخباري الصيني، إن الصين مستعدة لتوفير منصة وإتاحة الفرص أمام الفصائل الفلسطينية للمشاركة في حُوَار من أجل المصالحة.
وشدد لين جيان مجددًا على أن الصين تدعم دائمًا المصالحة .والوحدة بين الفصائل الفلسطينية من خلال الحوار والمشاورات.
اجتماع بكين
وأدلى لين بهذه التصريحات ردًا على تقارير تفيد بأن مجموعة من كبار المسؤولين من حركتي فتح وحماس سيجتمعون في بكين مطلع الأسبوع المقبل. مضيفًا أن الصين ستنشر معلومات محددة وذات صلة في الوقت المناسب.
وقال لين: إن الصين والأطراف الفلسطينية المعنية تعمل لتحقيق نفس الغاية. وإن بكين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع جميع الأطراف لضمان المصالحة الفلسطينية الداخلية، وأجرى مسؤولون من حركتي فتح وحماس محادثات في بكين في أبريل الماضي. وأجرى الجانبان حوارًا متعمقًا وصريحًا بشأن تعزيز المصالحة الفلسطينية.
وأعرب الجانبان عن تقديرهما الكبير لدعم الصين القوي للقضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة. ووجها الشكر للجانب الصيني على جهوده للمساعدة في تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية، واتفقا على أفكار للحوار المستقبلي.
ويقول المحلل السياسي، عادل الزعنون: إن الفصائل الفلسطينية لديها خلاف واضح. حيث إن هناك تصارع حول الحكم، وكذلك الرؤى السياسية. حيث إن حماس تريد المواجهة بينما فتح تريد الحلول السياسية، وبالتالي هناك أزمة واضحة يراها البعض إنها مخلوقة من الجانب الإسرائيلي. وما حدث في السابع من أكتوبر كان نقطة خلاف بين الطرفين.
وأضاف الزعنون أن مع تصاعد فرص حكم السلطة الفلسطينية المتمثلة في فتح لقطاع غزة .فيما بعد الحرب، بات التعاون اجبارى بين الأطراف، ولقاء بكين والإعلان عن دعم الفصائل هو نهج متعارف عليه خاصة وان الصين من أوائل الدول الداعمة لفلسطين تاريخيًا. والصين لديها موقف ثابت في إدانتها لإسرائيل ودعوتها الدائمة لحل الدولتين وفقًا للقرارات الدولية.
وأكد الباحث السياسي الدكتور هاني المصري، أن أهداف الصين من الدخول على خط القضية الفلسطينية من خلال مؤتمر دولي ودعوات للتواصل مع الفصائل الفلسطينية تهدف لصراع الصين الولايات المتحدة البارد، وكيف ستسيطر كلاً منهم علي الصراع. حيث تسعى الصين لإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على منطقة الشرق الاوسط بداية من التقارب الإيراني السعودي إلى دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف المصري أن ما يمكن أن تقدمه الصين للقضية في حال نجحت في التواصل مع الفصائل الفلسطينية سيكون بشكل عام فرصة كبرى لنجاح قضية حل الدولتين .والبحث عن إقامة الدولة الفلسطينية عن طريق الصين.