“بوتين” في إيران
ليست الزيارة الأولى للقيصر الروسي إلى إيران، فهي الخامسة عموما، والأولى له في عهد حكومة الرئيس الإيراني الجديد، وأول زيارة له خارج البلاد منذ بداية أزمة أوكرانيا.
وتأتي زيارة “بوتين” لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي، إذ تنشغل الدول الثلاث بملف سوريا، ورغم اختلاف اهتمامات الدول الثلاث، فإنها متفقة على سحب القوات الأمريكية من سوريا.
إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه على القوات الأمريكية مغادرة المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا، فيما طالب وزير الخارجية الإيرانية واشنطن بمغادرة الأراضي السورية، وهي الدعوة نفسها، التي وجّهها الرئيس فلاديمير بوتين، متهمًا واشنطن بـ”سرقة النفط السوري وبيعه في الخارج”.
لكن ملف سوريا ليس الوحيد بالتأكيد، الذي يشغل الدول الثلاث، فقمة طهران التي تجمع هذه الدول تأتي عقب قمة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي شاركت فيها دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.
وبحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في “البيت الأبيض”، “جون كيربي”، فإن روسيا “تشعر بالعزلة الدولية”، ما اضطر “بوتين” إلى التوجه لإيران، حسبما نقلت إذاعة “فردا” الأمريكية الناطقة باللغة الفرنسية.
النقطة الثانية -بحسب “كيربي”- والتي تدفع “بوتين” للذهاب إلى إيران أن “صناعة الدفاع الروسية تواجه صعوبات، وأنها -أي موسكو- غير قادرة على تلبية احتياجات الحرب في أوكرانيا”، بوجهة نظره، بالإضافة إلى أن هذه الرحلة لـ”بوتين” علامة على أنه “لا نية لديه لإنهاء الحرب في أوكرانيا”.
كانت هذه التأويلات الأمريكية لحضور “بوتين” إلى طهران بعد أيام فقط من جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في “الشرق الأوسط”، كما اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن إيران “تخاطر بأن تصبح في نوع من التبعية لروسيا”.
وفي متابعة للإعلام الأمريكي حول هذا الموضوع، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا حول زيارة “بوتين” إلى إيران، ورَدَ فيه أن “الرئيس بوتين انطلق من روسيا في زيارة دولية نادرة، وتلقّى مكافأة كبيرة”.
في الختام، طالما حرصت روسيا لسنوات على عدم الاقتراب أكثر من اللازم من إيران، حتى مع مشاركة البلدين علاقة غير مستقرة -أو عدائية- مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالنسبة إلى “بوتين”، ربما يكون شغله هو عقد تحالفات اقتصادية تفيده في مواجهة العقوبات الغربية -الأمريكية الأوروبية- والتي تصمد موسكو حتى الآن بوجهها، بل وترد بضغوط على أوروبا كلها عبر ملف الطاقة الحيوي.