طهران لا تعير أي اهتمام لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المفوضة بالتحقّق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، عن قلقها المتزايد بحسب آخر تقرير لها، فيما تواصل طهران الالتفاف على جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أنها تنتهز انشغال العالم بالحرب بين إسرائيل وحماس لتسريع تطوير برنامجها النووي.
وأشار المدير العام للوكالة رافايل غروسي إلى أنّ “إيران تدلي بتصريحات علنية حول القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة النووية، ما يعزز المخاوف”، داعيا مرة أخرى إلى “التعاون التام”، بعدما استمرت العلاقات بين الطرفين بالتدهور في الأشهر الأخيرة.
وفي حين تنفي الجمهورية الإسلامية نيتها حيازة قنبلة نووية، رأى مصدر دبلوماسي أنّ بعض المسؤولين في الطبقة السياسية يصدرون تعليقات مثيرة للقلق. وتوازياً، ارتفع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة وبات لديها حالياً ما يكفي من المواد لصنع عدة قنابل ذرية.
ووفقاً لوثيقة ثانية نُشرت قبل أسبوع من اجتماع لمجلس المحافظين في المقر الرئيسي للوكالة في فيينا، بلغت المخزونات بتاريخ 10 فبراير/شباط 5525.5 كيلوغراما (مقابل 4486.8 كيلوغراما في نهاية أكتوبر/تشرين الأول)، أي أكثر من 27 ضعفا من المستوى المرخص به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 والذي ينظم أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.
وتخلت الجمهورية الإسلامية تدريجياً عن التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبدأت محادثات لإعادة إحياء الاتفاق في أبريل/نيسان 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس/آبا 2022 في سياق توترات متزايدة.
وتقوم إيران بالتخصيب بمستويات عالية، بعيدا عن السقف المحدد بنسبة 3.67 في المئة المعادل لما يستخدم في محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء ولديها الآن 712.2 كلغ (مقارنة بـ567.1 كلغ سابقا) مخصبة بنسبة 20 بالمئة و121.5 كلغ عند 60 بالمئة (مقابل 128.3 كلغ سابقاً).
وأبطأت إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة القريبة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدامات ذات الغايات العسكرية، بعد تسارع في الانتاج في نهاية العام الماضي.
وأعرب رافايل غروسي عن “أسفه العميق” لأن إيران لم تتراجع عن قرارها بسحب اعتمادات عدد من مفتشي الوكالة. وأكد مصدر دبلوماسي أن إيران سحبت اعتمادات 8 مفتشين من الجنسيتين الفرنسية والألمانية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول أن إيران أبلغتها باتخاذ هذه الخطوة “غير المسبوقة”. وأكدت الوكالة الأممية مرات عدة أن “هذه الخطوة، التي يجيزها رسميا اتفاق الضمانات… تمّ ننفيذها من قبل طهران بطريقة تؤثر بشكل مباشر وحاد على قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على القيام بعمليات التفتيش بفاعلية”. وأكد غروسي أن الجمهورية الإسلامية قّلصت تعاونها “بطريقة غير مسبوقة”.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، أعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنها دعت غروسي لزيارة طهران في مايو/أيار بمناسبة انعقاد مؤتمر دولي حول الطاقة.