كيفية التحدث بطريقة مثلى مع طفلك: لغة البالغين أم لغة الأطفال؟
يطرح الآباء العديد من الأسئلة حول اللغة الأنسب للحديث مع أطفالهم، فهل من الأفضل أن يكلموهم بلغة البالغين أم بلغة الأطفال السهلة والسلسة؟
بهذا الخصوص، يقول خبراء لموقع “رومبر” إن التحدث إلى طفلك كشخص بالغ عوضًا عن استخدام لغة الأطفال التي تتسم بالنغمات الغنائية والمصطلحات “غير الواضحة”، أمر في غاية الأهمية، لأنه يمنح الطفل الفرصة لمعرفة الأسماء الحقيقية للأشياء، والمصطلحات المتداولة.
ووفقًا لمركز “هانن” للتدخل اللغوي المبكر، يجب على الآباء استخدام قواعد اللغة الصحيحة عند التحدث إلى أطفالهم، فاستخدام كلمات ليس لها قواعد نحوية، قد يحرم الأطفال من المعلومات المفيدة التي تتولد من الكلام النحوي الصحيح.
وشدد الخبراء على أهمية بذل الآباء الجهد للتحدث مع أطفالهم مثل البالغين عندما يكبرون ويبدؤون في الذهاب إلى المدرسة؛ وهو الوقت الذي سيضطرون فيه للتواصل مع الأطفال الآخرين والبالغين الذين قد لا يفهمون حديثهم.
وجهة نظر مختلفة
من جانبها، قالت أخصائية في أمراض النطق واللغة لموقع “اكسبرسابيل” أن كلا الأمرين ليس صحيحًا أو خاطئًا تمامًا. فالأمر أكثر تعقيدًا.
ما هو حديث الطفل؟
ألاحظت أن صوتك يتغير بشكل غريزي عند التحدث مع طفل رضيع؟ قد تستخدم الثرثرة، أو تقول كلمات لا معنى لها، أو تغير نبرة صوتك. هذا هو التعريف الأساس لحديث الطفل.
وتقول الأخصائية “في حين أن حديث الأطفال يعد وسيلة قوية لجذب انتباه الصغار، إلا أنك لا تستخدم لغة عملية حقيقية. ورغم أن ذلك قد يشجع طفلك على تقليدك، فإننا في نهاية الأمر لا نريد للأطفال أن يتعلموا ويكرروا قواعد نحوية غير صحيحة أو كلمات سخيفة.
وتابعت “مع ذلك، لا نوصي بالتحدث مع الأطفال كأشخاص بالغين تمامًا. فمن المؤكد أن الأطفال لا يفهمون الجمل الكاملة، وغالبًا ما يستجيبون بشكل أفضل لزيادة نبرة الصوت والوجوه المبالغ فيها”.
وتستكمل “الإجابة تكمن في مكان ما في المنتصف، وهذا ما يسمى باللغات الوالدية”.
ما اللغة الوالدية؟
تقول الأخصائية إن اللغة الوالدية، تسمى أيضًا “اللغة الأمومية” أو “الكلام الموجه للرضع”؛ وهي لغة صحيحة نحويًّا تستخدم النغمات المبالغ فيها والوجوه المفعمة بالحيوية للحديث مع الأطفال. ومع ذلك، فهي تتجنب استبدال الكلمات الفعلية بالأصوات السخيفة والقواعد النحوية غير الصحيحة والتكرار.
وفي النهاية، تؤكد الأخصائية أهمية اختيار اللغة المناسبة في الوقت المناسب، فعندما يلعب أحد الوالدين مع طفله، يمكن له استخدام الكلمات العفوية، بينما لو أرادت توجيه ملاحظة جادة في عمر صغير، فمن المفضل دائما استخدام لغة البالغين.