سياسة

ما هي أسباب الصراعات والانشقاقات الداخلية للإخوان؟


أكثر من 10 سنوات كانت كفيلة بنهاية حقبة تاريخية لجماعة الإخوان الإرهابية، وبعد ما يقرب من  مائة عام على تحقيق حلم حسن البنا مؤسس الجماعة في عام 1928، إلا أن الجماعة انتهت من حيث بدأت وباتت الصراعات الداخلية تنهش في جسد الجماعة. 

 

وأخيرًا، أصبحت الجماعة عبارة عن مجموعة من الجماعات وكل قيادي في الجماعة الإرهابية بات يكون مجموعة خاصة به واستهداف المجموعات الأخرى، وبات الشتات مصير الجميع في ظل محاولات مستمرة ومتعددة نحو إعادة البحث عن الذات واستقطاب عناصر جديدة بعد الفشل المتتالي على مدار 10 سنوات.  

انشقاقات تضرب الجماعة  

انشقاقات مستمرة تضرب الجماعة الإرهابية في مقتل، وتشهدها في الآونة الأخيرة، وهي صراعات ليست من أجل قضية أو من أجل مبدأ أو قيمة، وهي مبنية على التنافس على الكراسي، والمناصب هي الغاية الحقيقية للكثيرين ممن انتسبوا إلى الجماعة، حيث إن قادة الجماعة في صراعات مستمرة من أجل كراسي متعددة إثر قضاء أغلب قيادات الإخوان عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام بمصر.  

وقد بدأت جماعة الإخوان في هذه الانشقاقات والصراعات منذ ثورة 30 يونيو حتى هذه اللحظة، ليست هي المرة الأولى في تاريخ الجماعة.  
 
تاريخ الصراع  

بذور الخلافات بدأت من عند أحمد السكري، وهو المؤسس الحقيقي للجماعة، وكان وكيلها، ورفيق درب حسن البنا مدة طويلة، حينما اكتشف أنّ الأخير يأخذ من الأموال التي جمعت للتبرعات تحت لافتة القضية الفلسطينية، وكان التاريخ يعيد نفسه حاليًا يما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية باستغلال حرب غزة لمصالحها.  

وتعيش جماعة الإخوان المسلمين أصعب فتراتها، بسبب الصراعات الداخلية المحتدمة على القيادة، والمناصب، وتقسيم المراكز القيادية والأموال. 

ووفق تقرير لمجلة الإيكونوميست، فإنه في الوقت الراهن تتبادل شريحة كبيرة من قادة الإخوان في لندن وإسطنبول ومصر الشتائم والاتهامات بالفساد والسرقة والعمالة لوكالات المخابرات الأجنبية. 

قال الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن الجماعة الإرهابية بدأت الصراع من أجل كرسي المرشد مبكرًا، وهناك ثلاث جبهات في الجماعة وأكثرهم حدة هم جبهة إسطنبول وجبهة لندن وكلاهما يعاني بشدة من تداعيات الازمة، وجبهة إسطنبول تشهد مرحلة صعبة بعد المصالحة المصرية التركية مما يضعهم في مرحلة سكون بينما جبهة لندن تحاول بشتى الطرق الوصول إلى مرحلة الجماعة المتكاملة ولكن ذلك لن يحدث في ظل رفض الأغلبية “من مصر” لتواجدهم على رأس هرم الجماعة.  

وأضاف عيد أن شباب الجماعة بدأوا منذ فترة طويلة في رؤية ما يحدث وهو ما أخذ على القيادات من خلافات واضحة حيث أصبح الوضع أمام الجميع، اتهامات بالفساد وسرقة الاموال، وكذلك استغلال القضية لتحيق مصالح من أجل الكرسي، وأيضًا الشتات فلا يوجد ملاذ آمن حاليًا يقبل تواجد إرهاب الإخوان.  

بينما يرى القيادي المنشق عن الجماعة طارق البشبيشي، أن الجماعة تتهاوى منذ 2013 وقد عصفت بهم ثورات الشعوب في مصر وتونس، وقيادات الجماعة الحقيقيين باتوا في السجون، ومن في الخارج يسعى للكرسي فقط، قيادات الاخوان هي قيادات انتهازية تسرق الأموال وتسعى للحكم دون النظر إلى المجموعات الأخرى.  

وأشار البشبيشي إلى أن التنظيم الدولى للإخوان يسعى لإنهاء تواجد المصريين، خاصة وأن أغلبهم ينتمي للطيار القطبي الذي يشعل فتيل الصراع في الداخل، وكذلك انزلقت الجماعة في أزمة تنظيمية نتيجة الإطاحة بها من السلطة، وهو ما ترتب عليه حدوث انقسامات داخلية بلغت ذروتها في عام 2021، حيث انقسمت الجماعة إلى تيارين أساسيين ومجموعات صغيرة أخرى. ومع انتقال قيادة الجماعة للخارج، انكشف عدم لياقة نظامها الداخلي للوضع الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى