سياسة

كيف سيطر الصباح والبنا قبضتهما على السلطة داخل تنظيم الإخوان؟


فضح مسلسل الحشاشين واحدًا من أكثر النقاط التنظيمية العظمى سوادًا للجماعات الإخوانية والإرهابية، وهي التكتم على خطايا القيادات الخاصة بها مهما كانت تلك الخطايا، وذلك لاستمرار التنظيم في الحفاظ على الهالة والأسطورة الكاذبة لهذه القيادات تحت أي ظرف، وذلك وفق ما ذكرته الكاتبة والروائية المصرية عائشة نصار.

وذلك ما ضمنت به استمرار الترويج للتنظيم والحديث عن التقوى والورع والكرامات لهم وكذلك منح حالة التقديس لتلك القيادات والعصمة المقدسة لهم من الخطأ، والإيهام بذلك للأتباع والخصوم على السواء، وفقاً لما نقلت عنها صحيفة “الدستور” المصرية.

وأكدت نصار في إطار استكمال حلقاتها بعنوان “استوديو الحشاشين“، التي تتناول فيه مسلسل الحشاشين وعلاقاته بوقائع حية تخص الجماعات الإرهابية التاريخية منها و المعاصر، أنّ حالة الهيسترية التي سببها المسلسل للعناصر الإرهابية، ترجع إلى فضحه وكشفه لحقيقة تلك الجماعات الإرهابية وتحركاتها سواءًا كانت التاريخية أو المعاصرة.

وأكدت في تحليلها لـ مسلسل الحشاشين، أنّ ذلك يحدث في سبيل الحفاظ في النهاية على المظلة الكبرى والكيان الأكبر الذي يستفيد منه الجميع، والذي يندرج أسفله شبكة من المصالح والنفوذ اللانهائية، مثل المصالح المالية والسياسية والاجتماعية ومخططات الوصول إلى السلطة باسم الدين.

وأشارت إلى أنّ هذا يتم في الوقت الذي تظل فيه الحقيقة العارية عن الجماعة وقيادتها كائنة في عقول أصحابها في النهاية حتى ولو كانت مسكوت عنها في الكواليس، مؤكدة أنّنا رأينا ذلك حاضرًا  تمامًا في مشهد من أهم مشاهد مسلسل الحشاشين، وهو المشهد الذي يدور فيه حديثًا بين مساعدي حسن الصباح ومنهم زيد بن سيحون إذ ظهر فيه سيحون، وهو الداعم والمروج الأول لأسطورة الصباح وجماعته في لحظة انكشاف حقيقية يتضح فيها كفره بأسطورة الإمام الصباح تلك الأسطورة التي ساهم هو بنفسه في صنعها والترويج لها.

وأكدت نصار أنّ حالة التناقض والتكتم التي ظهرت على الشاشة بين أفراد جماعة الحشاشين، هي تلك الحالة نفسها التي نراها في الواقع داخل الجماعات الإرهابية مثل الإخوان وداعش، وذلك من خلال التكتم داخل تلك الجماعات على وقائع الفساد المالي والأخلاقي والتنظيمي.

الروائية المصرية استندت كمثال على ذلك. على ما حدث في جماعة الإخوان المسلمين من قبل عندما تستر حسن البنا على وقائع الفساد الأخلاقي التي ارتكبها زوج شقيقته ووكيل الجماعة آنذاك بحق الأخوة والأخوات داخلها. بالإضافة إلى ممارسات السرقة التي تطال قيادات الجماعة الحالية. وذلك في الوقت الذي تصر فيه الجماعة على تصدير قياداتها بأنهم رموز ربانية لا يقربهم باطلًا من بعيد أو من قريب.

وأوضحت أنّه في سياق أحداث المسلسل .كذلك يظهر تصنيع الهالة لقيادات هذه التنظيمات الإرهابية عن طريق الحرص على خلق مساحة كبيرة بين هذه القيادات وبين أتباعها وكذلك خصومها. وهي الحالة التي تعطي  مكانة قدسية لهؤلاء القادة في عيون الأخرين.

وتابعت أنّ منهج الجماعات الإرهابية والذي ظهر من خلال مسلسل الحشاشين. يعتمد على أنه في سبيل تحقيق تلك الهالة وحالة الغموض يهون كل شيء. حتى ولو كان قتل الابن وذلك مثلما قتل الصباح ابنه الحسين موضحة أنّه قتله في سبيل إيهام من حوله أنّه منزهًا عن الخطأ وإيهامهم بعدله. وبالتالي ما يستوجب عليهم الطاعة المطلقة له.

وأضافت نصار أنّ بين منهج الجماعة كذلك هو إثارة الفتنة والغيرة بين أفرادها لضمان عدم التحالف ضد القائد، وهو ما ظهر في المسلسل من خلال شخصية حسن الصباح. الذي أثار الغيرة والفتنة بين مساعديه لضمان عدم تحالفهم ضده. كما لجأ إلى إيهام كل واحد منهم أنه هو الأحب والأقرب لقلبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى