هل يصبح كينيدي جونيور عقبة جديدة في طريق ترامب إلى البيت الأبيض؟
في خضم صراع محتدم على رئاسة الولايات المتحدة. يتقدم دونالد ترامب نحو البيت الأبيض وسط عقبات متزايدة. إدانته بتهمة تزوير مستندات لم تثنِ عزيمته بل زادت من حماس قاعدته الانتخابية. ومع دخول روبرت إف كينيدي جونيور السباق كمرشح مستقل. تتغير ملامح المعركة الانتخابية. استطلاعات الرأي تشير إلى تأثير كينيدي المحتمل على حظوظ ترامب في الولايات المتأرجحة. مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذا السباق المصيري. فهل يتمكن ترامب من التغلب على هذه التحديات المستجدة؟
العقبات القانونية وتداعياتها
في مايو الماضي، أُدين ترامب بـ34 تهمة تتعلق بتزوير مستندات محاسبية للتستر على دفع أموال لممثلة أفلام إباحية سابقة. وهو ما أثار جدلاً واسعًا وزاد من تعقيد مساعيه الرئاسية.
ورغم هذه الإدانة، شهدت حملة ترامب زيادة ملحوظة في التبرعات. حيث جمع ما يقرب من 53 مليون دولار؛ مما قلص الفجوة المالية بينه وبين منافسه الرئيس الحالي جو بايدن.
تأثيرات دخول كينيدي جونيور
بحسب صحيفة “ذا ناشيونال إنترست”. فإن دخول روبرت إف كينيدي جونيور السباق كمرشح مستقل يضيف طبقة جديدة من التعقيدات لديناميكيات الانتخابات.
واستطلاع حديث أجرته قناة “فوكس نيوز” أظهر أن كينيدي قد يسلب ترامب نسبة 10% من الأصوات في ولاية فرجينيا، مقارنة بـ7% فقط لبايدن. مما يضع ترامب في موقف صعب في ولاية كانت تعتبر تاريخياً متأرجحة.
التقدم في الولايات المتأرجحة
رغم التحديات، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم ترامب على بايدن في ولايتي نيفادا وأريزونا. حيث حقق نسبة 50% إلى 45% في نيفادا، و51% إلى 46% في أريزونا.
هذا التقدم يأتي بالرغم من أن هاتين الولايتين اختارتا بايدن في انتخابات 2020. ورغم أن إدانة ترامب لم تؤثر بشكل كبير على الناخبين في هذه الولايات. فإن استطلاعات أخرى تشير إلى أن الحكم القضائي قد يكون له تأثير مستقبلي.
استطلاعات الرأي والتأثير المستقبلي
وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة “نيويورك تايمز”. فإن تأثير الحكم القضائي على ترامب قد يظهر بشكل أكبر مع اقتراب موعد الانتخابات.
كما أشارت الصحيفة إلى أن كينيدي. الذي دخل السباق كمستقل بعد محاولته الترشح كديمقراطي. قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات في ولايات رئيسية مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان. والتي كانت حاسمة في انتصار ترامب عام 2016 .ولكنها ذهبت لصالح بايدن في 2020.
التحذيرات من الخبراء الاستراتيجيين
كارل روف، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري. حذر من أن كينيدي قد يسلب الأصوات من ترامب، مشيرًا إلى مدى قرب السباق هذه المرة.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت حساس. حيث تسعى حملة ترامب لتعزيز قاعدته الانتخابية وجذب المزيد من الناخبين المستقلين.
التداعيات المحتملة
رغم التحديات القانونية والتحذيرات من تأثير كينيدي. يظل ترامب منافساً قوياً في السباق الرئاسي. نجاحه في جمع التبرعات وحفاظه على تأييد قاعدة انتخابية واسعة قد يعزز فرصه في الانتخابات. لكن التحديات القانونية وتأثير كينيدي قد تظل عقبات كبيرة أمامه.
صعوبة التنبؤ
من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار السباق الرئاسي لعام 2024. حيث يواجه الرئيس السابق دونالد ترامب مجموعة من التحديات القانونية والسياسية الكبيرة.
وأوضح فهمي أن ترامب – الذي يدرك أن تجاوز العقبات القانونية أمر ضروري. يسعى بجدية لاستغلال زخم التبرعات التي جمعها مؤخرًا لتعزيز حملته الانتخابية. لكنه في الوقت نفسه يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في دخول روبرت إف كينيدي جونيور السباق كمرشح مستقل. وهو ما قد يغير قواعد اللعبة الانتخابية.
وأضاف فهمي أن دخول كينيدي جونيور يزيد من تعقيد المشهد السياسي الأمريكي الحالي. حيث قد يستقطب أصواتًا من قاعدة ترامب الانتخابية. خاصة في الولايات المتأرجحة.
وأشار إلى أن السباق الرئاسي لعام 2024 أصبح مليئًا بالعقبات والتحديات غير المسبوقة. مما يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات المقبلة.
وأكد فهمي أن المنافسة الشرسة والتحديات المتعددة التي يواجهها ترامب تعكس حالة الانقسام والاستقطاب التي يعيشها المجتمع الأمريكي حاليًا. مما يزيد من عدم اليقين بشأن ما ستؤول إليه الأمور في النهاية.