كيف سيتعامل بايدن مع سوريا؟
يعتبر المتابعون للشأن السوري أن المقاربة الأوضح حتى الآن، من قِبل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حيال سوريا.
يعتبر المتابعون للشأن السوري أن المقاربة الأوضح حتى الآن، من قِبل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حيال سوريا، تتمثل في تعيينه مؤخراً بريت ماكورك منسقا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالمحامي والدبلوماسي الأمريكي المخضرم كان قد عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما أول عام 2015 مبعوثاً رئاسياً خاصاً للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش خلفا للجنرال جون ألين.
والرجل أقيل بعدها في منتصف عهد الرئيس دونالد ترامب، وليس على وفاق مع الدولة التركية، وقد سارعت أنقرة للتعبير عن رفضها هذا الخيار الأمريكي، وهاجمت وكالة الأناضول الحكومية قرار بايدن وشخص بريت ماكورك، ووصفت ما جرى بالخطوة السلبية حيال دولة عضو في الناتو.
وعلى الرغم من ضبابية المشهد الأمريكي تجاه الملف السوري، نتيجة تراكم الملفات الداخلية والخارجية على طاولة سيد البيت الأبيض الجديد، فإن الجهود العربية لم تتوقف لدعم الأطراف السورية بغية إيجاد حل عادل وشامل في هذا البلد.
وكان بيان قمة العُلا الخليجية في المملكة العربية السعودية أكد ذلك، لا سيما أن الرياض هي المقر الرسمي الحالي، وبطلب من مجلس الأمن الدولي للمعارضة السورية الرسمية ممثلة بهيئة المفاوضات واللجنة الدستورية، وقبل أيام فقط بحث رأس الدبلوماسية السعودية الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية مع نظيره الأردني الوزير أيمن الصفدي جديد الوضع في سوريا.
فعلى الأرض تشهد سوريا غارات إسرائيلية شبه يومية ضد مليشيات إيران، وقد وعدت تل أبيب على لسان رئيس مخابراتها الذي زار واشنطن قبل أسبوع بزيادة وتيرة تلك الضربات، بهدف منع إيران من التمدد في سوريا، وإخراجها من هذا البلد بأي طريقة من الطرق، وقد تركزت عمليات سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً على منطقة شرق سوريا، التي اختلط فيها حابل مليشيات إيران بنابل المليشيات العراقية إلى جانب مليشيا حزب الله اللبنانية.
ولعل الخطة الرئاسية الأمريكية في عهد بايدن نحو الشرق الأوسط ترتكز إلى توفر شروط التفاهم مع إيران، لكن طهران بصفتها المحتل الرئيسي لسوريا ستكون على موعد مع تداخل الأسباب وتشابك النتائج، كي يكون التدخل الإيراني السلبي في سوريا من جملة القضايا الرئيسية الموضوعة على طاولة الحوار الإيراني الأمريكي المفترض.
ومن الطبيعي أن تنتعش سوق المنظمات المدنية وورشات العمل النظرية، وتمويل المشاريع الإعلامية للمعارضة السورية في ظل حقبة بايدن، كما حصل في عهد باراك أوباما، كون الديمقراطيين يولون أهمية كبرى لهذه الأعمال التي لا يرون من الصحيح نسيانها أو تجاهلها، لكن المشكلة هنا تكمن في استغلال الفاسدين من المعارضة هذه الأمور كي يحصلوا على المال الأمريكي ويضعوه في جيوبهم وأرصدتهم.