اكتشافات أثرية جديدة في مصر.. التفاصيل
أعلن وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى، عن اكتشافات أثرية جديدة بمنطقة سقارة في محافظة الجيزة.
وشملت الاكتشافات ورشتين لتحنيط المومياوات، ومقبرتين أثريتين، ومجموعة من الأواني الفخارية التي تحوي جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز) 600 ق.م. وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير، ونواويس خشبية ملونة.
الآثار المصرية
وقال الوزير المصري، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم السبت، إن بعثة الآثار المصرية العاملة في جبانة “البوباسطيون” بمنطقة سقارة نجحت في العثور لأول مرة عن أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، بالإضافة إلى مقبرتين.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية، إن الورشتين المكتشفتين تعودان لأواخر عصر الأسرة الـ30 وبداية العصر البطلمي. مضيفا أن البعثة تمكنت كذلك من الكشف عن مقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة. بالإضافة إلى عدد من اللقى الأثرية، مؤكدا أن البعثة تمكنت من كشف العديد من القطع الأثرية المهمة منذ بدء عملها بالموقع عام 2018.
وأضاف “وزيري” أن “ورشة التحنيط الآدمية عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي على سريرين للتحنيط الآدمي. وتتراوح أبعاد السرير بين مترين طول ومتر عرض و50 سم ارتفاع، وهو مكون من كتل حجرية مغطى من أعلى بطبقة من الملاط بها ميول ينتهي بميزاب”.
ولفت إلى أنه تم الكشف داخل الورشة عن عدد كبير من الأواني الفخارية على شكل “إناء حس” منتشرة في جميع الحجرات والتي ربما كان يتم استخدامها في عملية التحنيط.
الكشف عن بعض الأدوات
وأوضح “وزيري” أنه تم الكشف عن بعض الأدوات والأواني الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط. الأمر الذي يشير إلى أن عمليات التحنيط التي كانت تتم بتلك الورشة لآدميين.
ولفت إلى أن ورشة التحنيط الحيوانية عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبني من الطوب اللبن يتوسطه مدخل له أرضية من الحجر الجيري من الداخل مقسمة إلى عدد من الحجرات والصالات. حيث تم الكشف داخلها على عدد كبير من الأواني الفخارية.
وأوضح “وزيري” أن الورشة تحتوي على 5 أَسرة من الحجر الجيري، وهي غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية. لافتا إلى أنه خلال دراسة اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها داخل هذه الورشة تشير إلى أن الورشة كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإله باستت.
الكشف عن مقبرتين
وقال خبير الآثار المصري صبري فرج، مدير عام منطقة آثار سقارة والمشرف على الحفائر، إن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن مقبرتين الأولى لشخص يدعى “ني حسوت با”. وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوالي 2400 ق. م) ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها كبير عشرة الجنوب، ومدير الكتبة، وكاهن الإله حورس والإلهة ماعت، والمسؤول القانوني عن شق الترع والقنوات.
ولفت إلى أن المقبرة الثانية فهي لشخص يدعى “من خبر” من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18(1400 ق. م) وكان يحمل لقب كاهن الإله قادش. وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا. كانت تعبد في مدينة قادش وعُبدت في مصر في عصر الأسرة 18. وكانت تلقب بـ”المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر”.
وأفاد الدكتور محمد يوسف مدير المنطقة بأن مقبرة “ني حسوت با” هي عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة. يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته “تب إم نفرت”. ويعلو الواجهة نصوص هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين.
وأوضح أن المدخل يؤدي إلى صالة عرضية أبعادها وجدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك. وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمى علي جانبيه مناظر جنائزية. وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.
وتحدث محمد الصعيدي مدير البعثة عن تخطيط مقبرة “من خبر”، مشيرا إلى أنها مقبرة صخرية أغلبها منحوت في الحافة الصخرية وبها جزء مبني من الحجر الجيري. وهي تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته وابنه. يلي ذلك صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين.
الكتابة الهيروغليفية
ونوّه بأن البعثة عثرت أيضا على نيشة في الجدار الغربي من الناحية الشمالية. يصل ارتفاعها إلى حوالي 130 سم بعمق حوالي 70 سم وعرض حوالي 50 سم. حيث عثر داخلها على تمثال من الألباستر بحجم كبير بارتفاع حوالي متر، يصور التمثال لصاحب المقبرة جالس على كرسي. ويرتدي باروكة شعر ويمسك بزهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره. واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن. ويرتدي رداءً طويلاً يمتد حتى الساقين ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية يقرأ منها: تحتمس الثالث والرابع.
ولفت “الصعيدي” إلى أنه وجد على جسم التمثال ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونة باللون الأزرق في وضع رأسي تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة. بجانب العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.
وأشار إلى عدد من اللقى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى” نى سو حنو” وزوجته، وتماثيل من الخشب. والحجر لشخص يدعى “شبسس كا” من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبين لسيدة تدعى “شبسسكا”. وتابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الانتقال الثالث. ومجموعة من موائد للقرابين، وأبواب وهمية، ومجموعة من التمائم المصنوعة من الفيانس والأحجار. وتماثيل أوشابتى، وأجزاء من بردية، وقطع من البرونز، وجعارين، وأجزاء من أختام طينية.