صحة

الحساسية تجاه الطعام… من حالة نادرة إلى شائعة، فما السبب؟


كشفت استطلاعات حديثة تضاعف عدد من يعانون من الحساسية تجاه الطعام، لتتحول هذه المشكلة الصحية من حالة نادرة إلى شائعة، فما السبب؟.

حساسية الطعام هي رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة في الجسم تجاه البروتين نتيجة تناول أطعمة معينة، وأحيانا تحدث ما يسمى بـ”الحساسية المفرطة”، وهي رد فعل يهدد الحياة وقد يتسبب في توقف الشخص عن التنفس والدخول في صدمة.

ورغم أن الحساسية تجاه الطعام ليست جديدة، فإنها تحولت من حالة نادرة الحدوث إلى حالة شائعة في غضون عقود قليلة، وفقا لأحدث الاستطلاعات.

وتظهر الأبحاث أن 10% من الأمريكيين يعانون من الحساسية تجاه الطعام، بمعدل واحد من كل 10 بالغين وواحد من كل 12 طفلًا، وفقًا لاستطلاعات سكانية حديثة.

المريب في الأمر أنه قبل 25 عاما فقط، كان عدد من يعانون من حساسية تجاه الطعام في الولايات المتحدة أقل من 4% من السكان.

بالنسبة لمن يعانون من هذه الحالة، فإن تناول أطعمة مثل الحليب والبيض والمكسرات، يمكن أن يؤدي إلى تفاعل مناعي خطير وأحيانًا قاتل، لذا يجب إدارة هذا المرض بعناية.

أسباب تضاعف الحساسية تجاه الطعام

ذكرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مؤشر انتشار الحساسية الغذائية لدى الأطفال قفز من 3.4% في عام 1997 إلى 5.1% في عام 2011، ثم تضاعف ثلاث مرات منذ ذلك الوقت، فما الذي تسبب في هذه الزيادة؟.

وفقاً لموقع healthcentral فإن هناك عدة نظريات تفسر الأمر، إذ يعتقد العديد من الخبراء أن المشكلة مرتبطة بفرضية النظافة، وهي فكرة أن بيئاتنا أصبحت شديدة النظافة ما يعرضنا لعدد أقل بكثير من الميكروبات والجراثيم، وبالتالي يشغل الجهاز المناعي أشياء لا ينبغي أن يفعلها.

وقالت ستيفاني ليدز، طبيبة الحساسية والمناعة لدى الأطفال والأستاذ المساعد لطب الأطفال السريري في كلية الطب بجامعة ييل في كونيتيكت: “لقد أصبحنا مجتمعًا معقمًا بعدما قضينا على مسببات الأمراض الطبيعية التي من المفترض أن يستجيب لها الجهاز المناعي في وقت مبكر من الحياة، لذلك يُترك في انتظار الاستجابة لشيء آخر ويقوم بتشغيل أشياء لا ينبغي أن يفعلها”.

سبب آخر عرضته ليدز، موضحة: “من الممكن أن يتم إدخال تغييرات طفيفة على ما يبدو في ممارسات تصنيع الأغذية”.

وأضافت: “الطريقة التي يعالجون بها الفول السوداني للحصول على زبدة الفول السوداني قد تغيرت على مر السنين، وربما يكون لغليه مقابل تحميصه ذلك التأثير”.

بينما يرى جاي ليبرمان، رئيس لجنة الحساسية للأغذية في كلية الحساسية والربو والمناعة في ممفيس، أن “التوصيات السابقة بتأجيل إدخال مسببات الحساسية الشائعة مثل زبدة الفول السوداني للأطفال قبل عامهم الأول قد يكون له دور في المشكلة”.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية وارتفاع معدلات الولادة القيصرية إلى تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء، حيث يوجد الجزء الأكبر من جهاز المناعة لدى الإنسان، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بحساسية الطعام.

كما أن التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك أو ملوثات الهواء المرتبطة بالمرور قد يكون السبب جزئيًا أيضًا.

كيف تحدث الحساسية تجاه الطعام؟

لا تعني الإصابة بحساسية الطعام مجرد الشعور بالحكة أو آلام في المعدة بعد تناول طعام مضر، إذ عندما يكون الشخص مصابًا بحساسية تجاه الطعام، فإن جهازه المناعي يعرّف عن طريق الخطأ بروتينات معينة في طعام ما على أنها ضارة، كما هو الحال بالنسبة للفيروس أو البكتيريا الخطرة.

ويؤدي هذا إلى تحفيز الخلايا المناعية على إطلاق جسم مضاد وقائي يسمى الجلوبولين المناعي E، تتمثل وظيفته في تحييد مسبب الحساسية بحيث لا يمثل تهديدًا.

إذا كان الشخص المصاب بالحساسية يستهلك كمية صغيرة من الطعام أو يستنشقه أو حتى يلمسه فقط، فإن الأجسام المضادة Ig E تستجيب عن طريق الإشارة إلى إطلاق الهيستامين، وهي مادة كيميائية تسبب أعراض تفاعل الحساسية في غضون دقائق.

إذا كان الشخص محظوظًا، فسيواجه تفاعلًا خفيفًا يتظهر على شكل سعال أو تقلصات المعدة أو القيء، لكن وفقًا لبحوث وتعليم حساسية الطعام (FARE) غالبًا ما تكون التفاعلات شديدة، ما يؤدي إلى حدوث ضيق في التنفس أو دوار أو إغماء أو تورم في الفم أو اللسان أو صعوبة في البلع أو ضيق في الحلق.

ولدى الأطفال الذين أصيب أحد أفراد أسرتهم بأمراض الحساسية (بما في ذلك الربو أو الأكزيما) مخاطر أعلى بنسبة 20 إلى 40% للإصابة بالحساسية.

وإذا كان هناك اثنان أو أكثر من أفراد الأسرة مصابين بأمراض الحساسية، فإن الخطر يرتفع إلى 50 إلى 80%، وفقا لموقع betterhealth.

أعراض حساسية الطعام

تشمل أعراض حساسية الطعام الخفيفة إلى المتوسطة ما يلي:

– حكة وحرقان وانتفاخ حول الفم

– تورم في الوجه أو العينين

– سيلان الأنف

– طفح جلدي (إكزيما)

– خلايا النحل (يصبح الجلد أحمر اللون ومرتفعًا)

– الإسهال وتشنجات البطن

– صعوبات في التنفس، بما في ذلك الأزيز والربو

– القيء والغثيان.

أطعمة تسبب رد فعل تحسسي

يمكن لأي طعام أن يسبب الحساسية لكن بعض عناصر القائمة التالية تسبب مشاكل أكثر من غيرها، حيث أظهرت الأبحاث أن 90% من الحساسية الغذائية تسببها حفنة من الأطعمة.

وتشمل أكثر الجناة شيوعًا ما يلي:

1- حليب البقر.

2- البيض.

3- الفول السوداني.

4- المكسرات مثل الجوز أو اللوز.

5- السمك.

6- المحار والجمري.

7- القمح.

8- الصويا.

9- السمسم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى