الخليج العربي

السعودية تحتفي بالذكرى الـ7 على مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز


تحتفي السعودية بالذكرى الـ7 على مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للسعودية، في وقت تمضي فيها الشراكة بين المملكة والإمارات إلى آفاق أرحب.

ويصادف اليوم الإثنين، مرور 7 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ومبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015.

ذكرى البيعة هذا العام، تحل في وقت تستضيف فيها الإمارات “إكسبو 2020 دبي” الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.

إكسبو أشادت القيادة السعودية بنجاحه، وأعلنت عن تقديم طلب رسمي لاستضافة إكسبو 2030، لتسارع القيادة الإماراتية بدعم طلب المملكة والإعلان عن إتاحة معارفها وخبراتها التي تم اكتسابها خلال الإعداد لإكسبو 2020 دبي، في صورة جديدة تعبر عن حجم وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين.

كما تحل ذكرى البيعة بعد أيام من استضافة المملكة، 25 أكتوبر الماضي قمة (مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)؛ لتنسيق الجهود الدولية لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، بمشاركة بارزة  ودعم كبير من الإمارات.

تعاون يصب في صالح دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ويعبر عن الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الأخوية التي تجسد وحدة المصير بين البلدين.

مكانة خاصة

وحظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة خاصة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية في عهده.

نقلة شهدت على تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، في العام الثاني من حكمه، متوجا إياها بجولة  خليجية هي الأولى له منذ توليه الحكم استهلها بزيارة الإمارات في 3 ديسمبر/كانون الثاني 2016.

خلال تلك الزيارة، منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك سلمان بن عبدالعزيز “وسام زايد”، تقديرا وعرفانا بدوره المحوري في تعزيز التعاون الأخوي بين البلدين ودعم العمل الخليجي والعربي المشترك.

فصل جديد من الأخوة والشراكة

ويشهد “إكسبو 2020 دبي” التي تستضيفه الإمارات على مدار 6 أشهر فصلا جديدا من العلاقات الأخوية بين البلدين.  

وتشارك السعودية في إكسبو دبي بجناح تبلغ مساحته 13 ألف متر مربع، فيما يعد ثاني أكبر جناح بعد جناح الإمارات.

وأشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بما يشهده إكسبو 2020 من نجاح يعكس ما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور وازدهار.

جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما يوم 30 أكتوبر الماضي بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعرب خلالهما عن شكره وتقديره لإعلان دولة الإمارات دعمها طلب استضافة المملكة لمعرض “إكسبو 2030” الدولي.

وأعلنت المملكة عن تقدمها بطلب رسمي لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض ، وأكد ولي العهد السعودي أن هذا الترشح يعد تحدياً مهماً ورمزياً للمملكة، معرباً عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي.

وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن دعم طلب السعودية استضافة إكسبو 2030، وقال:”نعلن من اليوم دعم طلب المملكة، ونعلن أيضا أن المعارف والخبرات التي اكتسبناها خلال ٧ سنوات من الإعداد لإكسبو 2020 ستكون متاحة للأشقاء”.

وأضاف: “آثار إكسبو ستمتد لسنوات ونجاح المملكة نجاح لكل المنطقة. كل التوفيق لأخي محمد بن سلمان في هذا المشروع”.

من جانبه أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن خالص تمنياته للمملكة العربية السعودية بالتوفيق والنجاح في طلب استضافتها معرض إكسبو .. مؤكدا أن دولة الإمارات حريصة على تقديم كل الدعم والإمكانيات لإنجاح جهود المملكة لاستضافة هذا الحدث العالمي والذي يعد نجاحاً لنا جميعاً.

وأعرب عن ثقته الكبيرة بالقدرات والكفاءات والإمكانيات الوطنية السعودية لتحقيق هذا الهدف.

وسبق أن زار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جناح المملكة العربية السعودية، وأثنى على ما شاهده من خلال الجناح والذي وظف أحدث التقنيات الرقمية في جنباته لإبراز تاريخ المملكة العريق وموروثها الثقافي الغني وبيئتها الطبيعية الآسرة، معبرا بدقة عن توجهات المملكة التي تنطلق من التمسك الكامل بالجذور والانطلاق بقوة نحول المستقبل بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية .

كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجناح السعودي في معرض إكسبو 2020 دبي، وأشاد به مؤكدا إنه “إضافة قيمة ومتميزة لمعرض إكسبو تجسد تاريخ المملكة العريق ومسيرتها ورؤيتها الطموحة للمستقبل”.

تعزيز التعاون.. 4 قمم

ويمضي التعاون الثنائي بين البلدين إلى آفاق واعدة، حيث شهدت الفترة الماضية زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة بين قادة ومسؤولي السعودية والإمارات لدعم العلاقات وتنسيق الجهود وزيادة التعاون بينهما.

وعلى مدار عام 2021، عُقدت 4 قمم جمعت قادة السعودية والإمارات كان من بينها قمتان بين الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما.

وظهر خلال تلك القمم والزيارات المتبادلة التوافق الكبير بين الدولتين إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، والعمل معا على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.

وظهر أيضا توافق كبير بين الدولتين في الرؤى حول مواجهة تحديات التغير المناخي، والتعاون لمكافحة جائحة “كورونا” وتداعياتها.

وسبق تلك القمم وتبعها وتخللها، زيارات متبادلة واجتماعات مكثفة توثيقا للشراكة والتعاون المتزايد بين البلدين.

فعلى مدار العام عقد عدة اجتماعات للجان المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في 16 مايو/أيار 2016، في قصر السلام بجدة، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

كما تم في نهاية مايو/أيار الماضي توقيع مشروع اتفاقية تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين ترسيخا وتتويجا لعلاقات الأخوة والشراكة الاستراتيجية المتجذرة بين البلدين، وتأكيدا على المصالح المشتركة والمتنامية بين البلدين الشقيقين وشعبيهما.

أخوة إنسانية.. وتحديات عالمية

الشراكة القوية والعلاقات الأخوية والتعاون بين البلدين عم نفعه الإنسانية جمعاء؛ فسبق أن دعمت السعودية مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي احتفل به العالم للمرة الأولى 4 فبراير/شباط الماضي.

وأهدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعالم يوما دوليا للأخوة الإنسانية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019 ، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دوليا لأول مرة فبراير/شباط الماضي.

كما دعمت الإمارات” مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ” التي أعلنها ولي عهد السعودية مارس/آذار الماضي وتهدف -بالشراكة مع دول المنطقة- إلى زراعة 50 مليار شجرة بوصفه أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم للحفاظ على البيئة وحمايتها.

وترأس الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي عقدت 25 أكتوبر الماضي في الرياض، وسعت إلى دعم جهود مكافحة التغير المناخي وتعزيز مشاركة المنطقة في إيجاد حلول فعالة ومؤثرة للحد من تداعياتها السلبية.

وثمن الجهود التي تبذلها السعودية في مختلف المجالات والتي تعود بالنفع والمصلحة على الشعوب الخليجية والمنطقة العربية عموما حيث تعكس قمة الشرق الأوسط الأخضر حرص المملكة وقيادتها الحكيمة على إحداث نقلة نوعية حقيقية في مجال الحفاظ البيئي في المنطقة.

ونوه نائب حاكم دبي بالاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات لقضية حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وفي ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد-19، قام البلدان ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها عام 2020 المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بينهما لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.

نصرة الشرعية باليمن

ويحسب للإمارات والسعودية أنهما كشفتا الأدوار التخريبية التي تقوم بها إيران في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة.

وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين؛ دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.

وبعد 5 سنوات من انطلاق “عاصفة الحزم”، وتحديدا في 9 فبراير/شباط 2020، احتفت الإمارات بعودة جنودها البواسل الذين شاركوا في مهمة “إعادة الأمل” في اليمن بعد إنجازها مهام التحرير والتأمين والتمكينِ بنجاحٍ تام.

وأعلنت الإمارات التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها قواتها المسلحة باحتراف عالٍ إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها، وأكدت الإمارات التزامها بدعم التحالف العربيِ في العمليات الجوية والدعم اللوجستيِ والتدريب ومكافحة الإرهاب، وهو ما تواصل القيام به حتى اليوم.

ودعما لحلول سياسية مستدامة، ساندت الإمارات على الدوام الجهود السعودية والدولية الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

وأعلنت الإمارات دعم مبادرة  السعودية للسلام في اليمن، التي أعلنت عنها في مارس/آذار الماضي، وتضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.

مكافحة الإرهاب.. ونشر السلام

على صعيد مكافحة الإرهاب، انضم البلدان إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، حيث شاركا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في عام 2014.

كما تقوم الإمارات والسعودية بدور محوري ورئيسي في الحرب الدولية ضد التطرف والإرهاب؛ خاصة في ما يتعلق بالتصدي للجوانب الثقافية والفكرية، وهي جهود تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.

وعلى صعيد نشر السلام، كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما المشتركة في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.

وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.

وهكذا كانت ولا تزال العلاقة بين الإمارات والسعودية صمام أمان لحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخ البلدين يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية وإطلاق مبادرات مشتركة لنزع فتيل الأزمات والتوترات في المنطقة وخارجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى